الحسن بن شنبوذ ، وإليه نسب لكثرة ملازمته له ، ومحمد بن موسى الزينبي وموسى ابن عبد الله الخاقاني » وغيرهم كثير (١).
منح الله سبحانه وتعالى « أبا الفرج الشنبوذي » ذاكرة قوية حافظة ، فحفظ الكثير ، وتعلم الكثير ، وفي هذا يقول « الخطيب البغدادي » : « سمعت « أبا الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفيّ » يذكر « أبا الفرج الشنبوذي » فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات ، وحفظه للتفسير ، وقال : سمعته يقول : أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقراءات » ا هـ (٢).
من هذا يتبين بما لا يدع مجالا للشك بأن « أبا الفرج الشنبوذي » كان واسع العلم كثير المعرفة ، وقد شهد بذلك العلماء ، قال « عبد العزيز بن علي المالكي » :
دخل « أبو الفرج » غلام « ابن شنبوذ » على « عضد الدولة » زائرا فقال له : يا أبا الفرج ، إن الله يقول : ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) (٣) ونرى العسل يأكله المحرور فيتأذى به ، والله الصادق في قوله؟ قال : أصلح الله الملك ، إن الله لم يقل فيه الشفاء للناس بالألف واللام الذين يدخلان لاستيفاء الجنس ، وإنما ذكره منكرا فمعناه فيه شفاء لبعض الناس دون بعض (٤).
وأقول : لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بعد تجارب متعددة قام بها العلماء المختصون بأن عسل النحل قاتل للجراثيم قاهر لها ، ولم ينتبه الكثيرون إلى ذلك إلا خلال القرن الحالي حيث بدأت الأخبار ترد من أنحاء العالم وهي تفيد بأن عسل النحل فيه كثير من أعاجيب الطب الوقائي ، والعلاجي.
__________________
(١) انظر طبقات القراء ٢ / ٥٠.
(٢) انظر تاريخ بغداد ١ / ٢٧١.
(٣) سورة النحل الآية ٦٩.
(٤) انظر القراء الكبار ١ / ٣٣٣.