الهمزة الثانية بينها وبين حركتها مع إدخال ألف بين الهمزتين ، وأصول قراءة « قالون » مدونة في المصنفات المعنية بذلك ، بل هناك مصنفات خاصة برواية « قالون ».
ولقد كان « قالون » مدرسة وحده في تعليم القرآن الكريم فقد تتلمذ عليه الكثيرون منهم : ولداه : إبراهيم وأحمد ، وإبراهيم بن الحسين الكسائي ، وإبراهيم ابن محمد المدني ، وأحمد بن صالح المصري ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وإسماعيل ابن إسحاق القاضي ، والحسن بن علي الشحّام ، والحسين بن عبد الله المعلم ، وآخرون.
ومن عجيب ما يحكى أن « قالون » كان أصمّ بحيث لا يسمع شيئا قط من الحديث العام ، ولكنه مع ذلك كان إذا استمع لقارئ القرآن فإنه بفضل من الله تعالى يدرك الخطأ الذي يقع فيه القارئ فيسارع إلى تصحيح الخطإ له ، والدليل على ذلك الخبر التالي : يقول « ابن الجزري » : قرأت على « أحمد بن محمد بن الحسين » عن « علي بن أحمد بن عبد الواحد » عن « أبي اليمن » قال : حدثني أبو محمد البغدادي قال : كان « قالون » أصمّ لا يسمع البوق ، وكان إذا قرأ عليه قارئ فإنه يسمعه ا هـ (١).
وقال « ابن أبي حاتم » : كان « قالون » أصمّ يقرئ القرآن ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة » ا هـ (٢).
ويقول « علي بن الحسن » : كان « قالون » شديد الصمم ، فلو رفعت صوتك لا إلى غاية لا يسمع ، فكان ينظر إلى شفتي القارئ فيردّ عليه اللحن والخطأ (٣).
__________________
(١) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦١٦.
(٢) انظر غاية النهاية في طبقات القراء ج ١ ص ٦١٦.
(٣) انظر معرفة القراء الكبار ج ١ ص ١٥٦.