لصحة قراءتي ، وذلك أني حفظتها بعينها ، ثم يقول : وقد رحلت الى « المصّيصة » بفتح الميم وتشديد الصاد وياء ساكنة وهي مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب « طرسوس » (١). وكان « بقصّيصة » أحمد بن حفص الخشاب ، فأخذت عنه قراءة أبي عمرو ، وكان قد قرأها على « السّوسى ». ثم يقول : وقرأت على « الأخفش » مقرئ أهل دمشق (٢).
وهكذا نجد أبا اسحاق الأنطاكي طوف البلاد سعيا لتلقي حروف القرآن الكريم ، ثم جلس بعد ذلك للإقراء وتعليم القرآن وحديث النبي عليه الصلاة والسلام. وقد أخذ عنه القراءة عدد كثير ، وفي مقدمتهم : ابنه أبو الحسن ، ومحمد ابن الحسن بن علي ، وعلي بن محمد بن بشر ، وعبد المنعم بن غلبون ، وعلي بن موسى الأنطاكي ، وعلي بن اسماعيل البصري ، وأبو علي بن حبش ، وعبد الله بن اليسع الأنطاكي ، والحسن بن سعيد المطوعى وغير هؤلاء كثير (٣).
أخذ أبو اسحاق الأنطاكي حديث النبي صلىاللهعليهوسلم عن عدد من العلماء فقد روى عن « أبي أمية الطرسوسي ، ومحمد بن إبراهيم الصوري ، ويزيد ابن عبد الصمد ، وعلي بن عبد العزيز البغوي » وغير هؤلاء.
وكما كان أبو اسحاق الأنطاكي معلما لكتاب الله تعالى كان راويا ايضا لسنة الهادي البشير صلىاللهعليهوسلم. وقد حدث عنه « أبو أحمد محمد بن جامع الدهان ، وشهاب بن محمد الصوري ، ومحمد بن أحمد الملطيّ ، ومحمد بن أحمد بن جميع الغساني » وآخرون (٤).
__________________
(١) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٨.
(٢) انظر معجم البلدان ج ٥ ص ١٤٤.
(٣) انظر طبقات القراء ج ١ ص ١٦.
(٤) انظر القراء الكبار ج ١ ص ٢٨٧.