كما ثبت أن النبي صلىاللهعليهوسلم دعا له فقال : « اللهم حبّب عبدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين ، وحبّبهم إليهما ا هـ (١).
وروى « أبو هريرة » أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال له : « أ لا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك؟ قلت : أسألك أن تعلمني مما علمك الله ، فنزع نمرة كانت على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى النمل يدبّ عليها فحدثني ، حتى إذا استوعبت حديثه قال : اجمعها فصرّها إليك » فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني ا هـ (٢).
وكما اشتهر « أبو هريرة » بكثرة حفظه لحديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
اشتهر أيضا بذاكرة قوية لا تنسى ، يدل على ذلك ما يلي : روى « أبو الزعيزعة » كاتب « مروان » انّ « مروان » أرسل إلى « أبي هريرة » فجعل يسأله ، وأجلسني خلف السرير وأنا أكتب حتى إذا كان رأس الحول دعا به فأقعده من وراء حجاب ، فجعل يسأله عن ذلك الكتاب ، فما زاد ولا نقص ، ولا قدّم ولا أخّر ، قلت : هكذا فليكن الحفظ ا هـ (٣).
وقال « الشافعي » : أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره ا هـ (٤).
ولقد كان « لأبي هريرة » المنزلة السامية الرفيعة لدى الصحابة والتابعين وشهد له الجميع بالعلم ، يدلّ على ذلك النصوص التالية : قال « أبو صالح » : كان « أبو هريرة » من أحفظ الصحابة ا هـ (٥).
__________________
(١) أخرجه غير واحد ورجاله ثقات ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٩٣.
(٢) أخرجه أبو نعيم ورجاله ثقات ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٩٤.
(٣) صححه الحاكم ، وأقره الذهبي ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٩٨.
(٤) رواه ابن عساكر ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٩٩.
(٥) رواه ابن عساكر ، انظر سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٩٧.