المستولين عليها الأخذ بالقرآن الذي خطه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهالسلام والعمل بما يطابق القراءة التي دونها فيه والتي تلقاها من الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله التي نزل بها جبرئيل من عند الله جل وعلا.
روى الثقة الكليني في الكافي بسنده عن سالم بن سلمة عن الامام الصادق انه قال : فاذا قام القائم عليهالسلام قرأ كتاب الله عزوجل على حده واخرج المصحف الذي كتبه علي ثم قال عليهالسلام : أخرجه علي عليهالسلام الى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم هذا كتاب الله عزوجل كما أنزله الله على محمد صلىاللهعليهوآله وقد جمعته من اللوحين فقالوا : هوذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا ابداً انما كان على ان اخبركم حين جمعته لتقرؤوه الحديث (١).
قال الشارح المازندراني : قوله (قد جمعته من اللوحين) اللوح كل صحيفة عريضة خشباً أو كتفاً وقد كانوا في صدر الاسلام يكتبون فيه لقلة القراطيس.
و(من) اما ابتدائية أو بمعنى (في) فعلى الأول كان مكتوباً قبل الجمع فيهما وعلى الثاني جمع فيهما (٢) وقال العلامة المجلسي في مرآة العقول بعد نقل قوله (من اللوحين لعله عليهالسلام في زمان الرسول صلىاللهعليهوآله كتبه على لوحين فجمع منها أو المراد لوح الخاطر ولوح الدفاتر أو المراد اللوح المحفوظ ولوح المحو والاثبات او الارضى والسماوى والله يعلم (٣).
وروى علي بن ابراهيم في تفسيره باسناده عن ابي عبد الله عليهالسلام قال : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعلي عليهالسلام : يا علي القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة فانطلق علي
__________________
(١) الكافي ج ٢ باب النوادر رقم الحديث (٢٣).
(٢) شرح أصول الكافي للممولى محمد صالح المازندراني ج ١١ ص ٧٤ ط طهران.
(٣) مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول ج ١٢ ص ٥٢٣ ط طهران منشورات مكتبة ولي العصر (ع).