الى الآراء ولم يقل ذلك أحد من المسلمين ثم انه شرع في تقرير شواهد من كلام العرب لهذه القراءة وقال في آخر كلامه ك ليس الغرض تصحيح القراءة العربية بل تصحيح العربية بالقراءة (١).
واما نفى التواتر المنقول عن جملة من محققيهم فهي وان كانت ذات تصيب في كتب التحقيق وسهم وافر على السنة العلماء الا انها متروكة ومهجورة ومعزوف عنها في حيز العمل عند جمهور المسلمين لعدم توفر البديل الذي يعتد به.
واما عند الشيعة الامامية فان أول من حكى القراءات السبع ف مصنفاته من علمائهم السيد الرضي (٢) في كتاب حقائق التأويل (٣) في غير موضع منه ثم جاءت النوبة الى العلامة الحلي (٤) فاستلقها واوجب العمل بمقتضاها دون سواها بل ادعى صريحاً تواترها كما هو صريح لفظه في المنتهى حيث قال : يجوز ان يقرأ بأي قراءة شاء من السبعة لتواترها اجمع ولا يجوز ان يقرأ بالشاذ وان اتصلت رواية بعدم تواترها. (٥)
فقلده اكثر من جاء من بعده من غير ضبط أو تحقيق ثم انتهت النوبة الى الشهيد الاول الشيخ جمال الدين محمد بن مكي العاملي (٦) الذي ادعى تواترها عن النبي صلىاللهعليهوآله وزاد عليها كمال العشر.
وكان أول من ادعى ذلك بهذه المثابة وقد صرح بذلك في كتابه الموسوم بذكرى الشيعة بقوله : يجوز القراءة بالمتوات ولا يجوز بالشواذ ومنع بعض الأصحاب من قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف وهي كمال العشر والأصح جوازها
__________________
(١) كشكول المحقق البحراني الشيخ يوسف (قده) ج ٣ ص ٣٣٩ ـ ٣٤٠.
(٢) المتوفى سنة ٤٠٦.
(٣) حقائق التأويل متشابه التنزيل ج ٥ ص ٨٧ ط بيروت.
(٤) المتوفى سنة ٧٦٢ هـ.
(٥) المنتهى ج ١ ص ٢٧٣.
(٦) المستشهد سنة ٧٧٢ هـ.