لثبوت تواترها كثبوت قراءة القراء السبعة (١).
والمستغرب كيف انه قد اشتهر على السنة الفقهاء كافة كما سيمر بك نقل كلامهم ان اول من ادعى تواترها انما هو الشهيد الاول ولذا افردوه بالذكر عند النقص ولاابرام وهو غلط محقض بل هو اول من زاد عليها دعوى كمال العشر وقد تعاصرا الا ان العلامة الحلي كان اسبق ولادة ووفاة حيث توفى سنة ٧٦٢ هـ بينما الشهيد الاول كانت شهادته في سنة ٧٨٦ هـ بفارق زمن قدره اربع وعشرون عاماً.
وكان اول من تبعه في هذه الدعوى الشهيد الثاني الشيخ زين الدين الجبعي العاملي المستشهد سنة ٩٦٥ هـ في كتاب المقاصد العلية في شحر النفلية حيث بالغ الأخير بقوله : ان كلا من القراءات السبع من عند الله تعالى نزل بها الروح الأمين على قلب سيد المرسلين صلىاللهعليهوآله الطاهرين تخفيفاً على الامة وتهويناً على اهل هذه الملة.
وحكى عند سبطه (ابن بنته) السيد السند في المدراك بقوله : وقد نقل جدي (قده) عن بعض محققي القراء انه أفرد كتاباً في اسماء الرجال الذين نقلوا هذه القراءات في كل طبقة وهم يزيدون عما يعتبر في التواتر (٢).
ثم تبعهم المحقق الثاني الشيخ علي في جامع المقاصد بقوله : فقد اتفقوا على تواتر السبع وفي الثلاث اأخر التي بها تكمل العشرة وهي قراءة ابي جعفر ويعقوب وخلف تردد نظراً الى الاختلاف في تواترها وقد شهد شيخنا في الذكرى بثبوت تواترها ولا يقصر عن ثبوت الاجماع بخبر الواحد فحينئذ تجوز القراءة بها .. (٣).
وتصل النوبة الى السيد محمد جواد العاملي (قده) الذي اعتمد هو الآخر
__________________
(١) ذكرى الشيعة ص ١٨٧ ط قم مكتبة بصيرتي.
(٢) مدارك الاحكام ص ١٨٧ ط قم حجري.
(٣) جامع المقاصد ج ٢ ص ٢٤٦ ط قم مؤسسة اهل البيت :.