كبيرة من الروايات ينبغي ان تقسم الى طائفتين :
(الطائفة الاولى)
ما يمكن بل ينبغي الاخذ به والعمل بمقتضاه وهو ما كان شأنه كشأن سائر القراءات ومقدار مخالفته لها كقدر التخالف والتغاير بينها ويستدل عليه بما ورد عنهم عليهمالسلام بالقراءة به والتزامه وهو بمثابة المخصص لعموم الامر بالقراءة كما يقرأ الناس فلا منافاة بينهما.
فمن ذلك الخبر المروي في الكافي والتهذيب والاستغاثة عن عروة التميمي عن زرارة عن ابي جعفر عليهالسلام قال سألته عن قول الله تعالى : (فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق) قال : ليس هكذا تنزيها انما هي فاغسلوا وجوهكم وايديكم من المرافق).
وعليه فتكون من الايات التي دخلها التغيير من المخالفين وفيه دليل على ان القراءات السبع ليست بمتواترة وان (الى) في الاية غير غائية ولا تتوجه فيها الغاية الا بجعلها للمغسول دون الغسل.
ومن ذلك ما رواه الصدوق في العيون باسناده عن الوشا عن الرضا عليهالسلام قال : سمعته يقول : قال أبي عليهالسلام قال ابو عبد الله عليهالسلام ان الله عزوجل قال لنوح انه ليس من اهلك لانه كان مخالفاً له وجعل من اتبعه من اهله قال : وسألني كيف يقرؤن هذه الاية في ابن نوح؟
قلت : يقرؤها الناس على وجهين : (انه عمل غير صالح) و (انه عمل غير صلاح) (١) فقال : كذبوا هو ابنه ولكن الله عزوجل نفاه عنه حين خالفه في دينه.
قال السيد عبد الله شبر في مصابيح الانوار في حل مشكلات الاخبار في شرح هذا الخبر قوله على وجهين يعنى على وزن المصدر وعلى وزن الفعل وقراءة
__________________
(١) هود ـ ٤٦.