أما ترديه في نار جهنم فإن الله سيخلي بينه وبين الأعمال الموجبة للعذاب والعقوبة وحينئدِ فلا بد من ترديه وسقوطه بالأخير في جهنم.
وأخيراً نقف بين يدي آية ثالثة نستعرض من خلالها تأنيباً وتوبيخاً يشتمل على نوع من التصحيح لمفاهيم البعض الخاطئة حيث ينظرون إلى المال باعتباره المقياس لكرامة الإنسان وإهانته يقول تعالى :
( فأمّا الإنسانُ إذا ما ابتلاهُ ربُّهُ فأكرمهُ ونعَّمهُ فيقولُ ربّي أكرمَنِ * وأمّا إذا ما ابتلاهُ فقدرَ عليهِ رزقَهُ فيقولُ ربّي أهاننِ * كلا بلْ لا تُكرمون اليتيمَ * ولا تحاضُّونَ على طعام المِسكينِ * وتأكلونَ التُّراثَ أكلاً لمّا * وتُحبُّونَ المالَ حُبّاً جمّاً ) (١).
وعبر هذه الآيات يقف القرآن الكريم ليصحح للناس مقاييس الاكرام والتعظيم والإهانة والتحقير.
يتصور الإنسان أن المال منعاً وعطاءً من قبل المعطي هو مقياس الاكرام والاهانة ـ وعى سبيل المثال ـ فهو عندما يرى الله ينعم عليه من نعمة يعتبر ذلك مظهراً من مظاهر الأكرام ، وعندما يقتر عليه الرزق تثور ثائرته ويتجهم ، ويعتبر ذلك اهانة له من الله أو من غيره.
المهم هو العطاء والمنع في نظره.
ولكن الحقيقة تأتي مشرقة تتجلى بهذا النوع من التوبيخ والتأنيب تواجه به الآيات الكريمة الإنسان ليبقى درساً على مرور الزمن.
__________________
(١) سورة الفجر / آية : ١٥ ـ ٢٠.