ولم تزد الآية الكريمة لذكر الجزاء على أن ما بخلوا به من المال سيكون طوقاً في رقابهم لا أكثر.
ولكن هذا التخويف يتطور في الآية الثانية فيعرض صورة أشد وخزاً فتظهر معالمه من خلال الفقرات التالية في قوله تعالى :
( والذين يكنزونَ الذّهَبَ والفضّةَ ولا ينفقونَها في سبيلِ اللهِ فبشِّرهُم بعذابٍ أليم * يومَ يُحمى عليها في نارِ جهنَّمَ فتُكوَى بها جِباهُهُم وجُنُوبُهُم وظُهُورُهُم هذا ما كَنَزتُم لأنفسكم فذوقُوا ما كُنتُم تكنزونَ ) (١).
أي منظر تتحدث عنه هذه الآية الكريمة وأي انسان لا يتقزز وهو يشاهد هؤلاء الذين يكنزون الذهب والفضة يعذبون بهذه الصورة الموحشة ؟.
ورويداً مع الآية الكريمة لنسير معها ولنقف عند مقاطعها لنستوعب ما تحمله بين طياتها من صور الترهيب والتخويف.
( والذينَ يكنزونَ الذّهَبَ والفِضّةَ ، ولا يُنفِقونَها في سبيل اللهِ فبشّرهُم بعذابٍ أليمٍ ) :
والإنفاق في سبيل الله عنوان عام يشمل الإنفاق بنوعيه الإلزامي كالزكاة والكفارات والتبرعي كالصدقات.
وقد بدأت الآية بالاخبار عن جزاء هذا الكنز وعدم الانفاق فأعطت صورة موجزة ، وقد مهدت بذلك الأذهان لصورة فصلت بها نوعية العذاب.
__________________
(١) سورة التوبة / آية : ٣٤ ـ ٣٥.