والضجر والمنّ على الفقير أو إيصال الأذى إليه.
كل ذلك يحلم سبحانه عنه ولا يعاجل هؤلاء المنفقين بالتعقيب ، بل يترك ذلك ليوم تشخص فيه الابصار.
ولكن إذا أخفقت هذه التوجيهات فلم تؤثر في سلوكية بعض المنفقين المتعنتين من تعديل مسيرة الانفاق بجعلها على النحو المهذب كما شرحته الآيتان الأولى والثانية ، فإن القرآن الكريم يختم البحث بمكاشفة هؤلاء المعقدين ليواجههم بالحقيقة التالية من خلال قوله عز وجل.
في الآية الثالثة :
( يا أيّهَا الذينَ آمنُوا لا تُبطلوا صدقاتكُم بالمنِّ والأذى كالذي ينفقُ مالَهُ رئاءَ النّاسِ ولا يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فمثلَهُ كمثَلِ صفوانٍ عليه ترابٌ فأصابَهُ وابلٌ فتركَهُ صلداً لا يقدرونَ على شيءٍ ممّا كسبُوا والله لا يهدِي القومَ الكافرينَ ) (١).
وهكذا يعلن القرآن الكريم ليقول بالحرف الواحد.
( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) :
والقصد من البطلان هنا هو أن مثل هذا العمل لا فائدة فيه لأن المنفق لا يستحق عليه ثوباً.
ويفهم هذا من تشبيه الآية الكريمة عمل المنفق الذي يتبع انفاقه بالمنِّ والأذى بأحد هذين العملين.
__________________
(١) سورة البقرة / آية : ٢٦٤.