رئاء الناس ـ إلى قوله ـ والله لا يهدي القوم الكافرين » (١).
وقد أكدت الآية الكريمة على تعرية عمل المنفق الذي لا يرد الفقير ولكن يشفع عمله بالمنّ والأذى بتشبيه ذلك العمل بمنظر مألوف للناس في نطاق مشاهدهم العادية فقال تعالى :
( فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا يقدرون على شيء مما كسبوا ).
وصفوان : هو الحجر الأملس.
والوابل : هو المطر العظيم.
والصلد : المتجمد.
وقد شبه الله سبحانه عمل المنفق المرائي وهو يرجوا الثواب من عمله بهذا المشهد الذي لا يثمر شيئاً وهو مشهد الحجر الصلد الذي يكون عليه مقدار من التراب فينزل عليه المطر فيزيل ذلك التراب ويبقى الحجر الصلد لا يثمر شيئاً لعدم وجود تراب ليزرع فيه.
وبالأخير لا ثمر في هذين المشهدين.
عمل المرائي المنان.
وعمل من يزرع في مثل هذا الحجر الصلد.
كله هواء في شبك كما يقول المثل المعروف.
__________________
(١) وسائل الشيعة ٦ / ٣١٧.