( وآتوهم من مال الله الَّذي آتاكم ) (١).
فهو من مال الله ، ولذ أمر بأعطائه منه ، ولو لم يكن ماله لما أمر باعطائه إذ لا معنى لأن يأمر الله بإعطاء ما ليس له ، بل الحقيقة باقية حتى بعد وصوله إلى الأفراد.
ويقول سبحانه في آية أخرى :
( وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) (٢).
وإذا كانت معاملة الله لعبده على المال معاملة الاستخلاف فهو اذاً أمين على ذلك فلماذا يتضايق الإنسان من الضوابط التي يجعلها المالك الحقيقي على ما إستخلف عليه.
ولماذا نقتصر في الملكية على هذا التقييد بل المال ، ومن وصل إليه ، والأرض والسماوات وما فيها كل ذلك مملوك لله.
( لله ملك السماوات والارض وما فيهن وهو على كل شيءٍ قدير ) (٣).
فكل شيء في هذا الوجود بسمائه ، وأرضه ، وما فيها ، وما بينهما مملوك له ملكية مطلقة وغير محدودة بحدود ، ولا مقيدة بقيود.
وبعد هذا العرض فلا منافاة بين القول بتسلط الفرد على ماله ، وبين القيود والضوابط التي يجعلها الله على الأموال تملكاً وتصرفاً.
( مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء
__________________
(١) سورة النور / آية : ٣٣.
(٢) سورة الحديد / آية : ٧.
(٣) سورة المائدة / آية : ١٢٠.