وهناك لون آخر نشاهد وقائعه تمر مع مسيرة الإمام علي بن الحسين عليهاالسلام الحياتية فإن عطاءه كان يشتمل على نحوين من الإحسان.
تقول مصادر التاريخ ان الإمام زين العابدين عليهالسلام كان يخرج في الليل وهو يحمل الطعام ، والكساء ، والدراهم ، والدنانير ، وربما حمل الحطب على كتقه ليوزع كل ذلك على الفقراء ، وهو متنكر لا يريد أن يعرفه الفقراء ، ولكنهم عرفوه بعد وفاته لأنهم افتقدوه بعد انقطاعه عنهم.
وليس هذا النوع من العطاء بعيداً عن الإمام زين العابدين عليهالسلام فقد تلقاه عن مسيرة جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وشاركه بهذه المسيرة أولاده ، وأحفاده من أئمة أهل البيت ( صلوات الله عليهم ) وكانوا يقولون لمن يعترض عليهم هذه الطريقة لما فيها من الانهاك ، والتعب ، ولربما بعض الشيء من النقص عندما تصدر من أحدهم وهو على جانب كبير من المهابة والأجلال : « صدقة الليل تطفئ غضب الرب ».
وكان كثير من الأئمة يسيرون على هذه الطريقة مع بعض أرحامهم وهم لا يعرفونه ولربما صدر من بعضهم الدعاء عليه لأنه لم يصله ، والإمام يغضي عن ذلك ولا يلتفت إليه لئلا يعرفه.
كل ذلك للحفاظ على كرامة المحتاجين والتستر على الحالة التي هم عليها.