ومن بين هذه الصور تتألق صورة الانفاق في سبيل الله ، ومد يد العون إلى الضعفاء والمعوزين ليجد هؤلاء من يحنو عليهم ، ومن ينتشلهم من براثن الفقر ، ويبعد عنهم صوره المرعبة وبذلك تتوازن القوى ، ويتجه كلهم نحو بناء مجتمع مثالي في كل عصر ، ومع كل جيل.
وحديثنا في هذا البحث عن التكافل في الإنفاق لان المال وتوزيعه على شكل يؤمن للغني غناء ، وللفقير حقه هو من القواعد الأساس لعملية التكافل لذلك رتب الإسلام نظاماً للإنفاق لئلا يسرف الإنسان في ذلك ، أو يقتر.
( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) (١).
وقبل أن نبدأ في البحث عن كيفية هذا النظام ، والحديث عنه نقف لنجيب عما نطالب به من إيضاح حول ما يوجه من الاعتراض عن مشكلة الفقر وابتلاء البعض من الناس بالفقر والعوز مع أن الله سبحانه هو الخالق خلائق ورازقهم هو الذي قدر بينهم معايشهم :
( وما من دابة في الأرض إلاّ على الله رزقها ) (٢).
( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ) (٣).
( ولقد مكّنّاكم في الأرض وجعلنا لكم فيه معايش ) (٤).
__________________
(١) سورة الأسراء / آية : ٢٩.
(٢) سورة هود / آية : ٦.
(٣) سورة الزخرف / آية : ٣٢.
(٤) سورة الاعراف / آية : ١٠.