صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمد الجعفري ، عن أبي جعفر عليهالسلام وعن عقبة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال إن الله خلق الخلق فخلق ما أحب مما أحب وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة وخلق ما أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار ثم بعثهم في الظلال فقلت وأي شيء الظلال قال ألم تر إلى
______________________________________________________
« فخلق ما أحب » قيل : « ما » في الأول موصولة وكذا في الثاني ، وفي الثالث مصدرية ، أقول : فيما سيأتي : فخلق من أحب ، وهو أظهر ، ويمكن أن يقدر مضاف أي وكان خلق ما أحب.
واعلم أنه ذهب المحدثون إلى أنه تعالى لما علم أعمال العباد وعقائدهم في الأعيان من الخير والشر خلق أبدان أهل الخير من طينة الجنة وخلق أبدان أهل الشر من طينة النار ، ليرجع كل إلى ما هو أهل له ولائق به ، فأعمالهم سبب لخلق الأبدان على الوجه المذكور دون العكس ، قال المحدث الأسترآبادي (ره) : المراد خلق التقدير على الوجه المذكور دون العكس ، قال المحدث الأسترآبادي (ره) : المراد خلق التقدير لا خلق التكوين ، ومحصول المقام أنه تعالى قدر أبدانا مخصوصة من الطينتين ثم كلف الأرواح فظهر منها ما ظهر ، ثم قدر لكل روح ما يليق بها من تلك الأبدان المقدرة.
« ثم بعثهم في الظلال » الضمير للمخلوقين معا والمراد بالظلال عالم المثال أو عالم الأرواح أو عالم الذر ، وإنما سمي عالم المثال بالظلال لأنه بمنزلة الظل لهذا العالم ، تابع وموافق له ، والتشبيه في الوجهين الآخرين أيضا قريب من ذلك ، أو لما ذكره عليهالسلام من شباهتها بالظلال في أنه شيء وليس بشيء والمعنى أنه بالنسبة إلى الوجود العيني ليس بشيء أو كناية عن أنها أجسام لطيفة على الأول ، وعلى الثاني إيماء إلى تجردها على القول بالتجرد أو إلى لطافتها على القول بعدمه ، وعلى الثالث كناية عن صغر تلك الذرات التي تعلقت بها الأرواح كأنها ليست بشيء أو عن أنها ليست شيئا معتدا به بل هي حكاية لشيء معتد به.
قال المحدث الأسترآبادي (ره) : يفهم من الروايات أن التكليف الأول وقع