.................................................................................................
______________________________________________________
ولصدقها فيما ادعته من الطهارة ، وكانت حكمة يحيى عليهالسلام في حال صغره تصديقا له في دعوته في الحال ، ولدعوة أبيه زكريا عليهالسلام فصارت مع كونها خرق العادة دليلا ومعجزا ، وكلام الطفل في براءة يوسف إنما كان معجزا لخرق العادة بشهادته ليوسف عليهالسلام بالصدق في براءة ساحته ويوسف عليهالسلام نبي مرسل فثبت أن الأمر على ما ذكرناه ، ولم يكن كمال عقل أمير المؤمنين عليهالسلام شاهدا في شيء مما ادعاه ولا استشهد هو عليهالسلام به فيكون مع كونه خرقا للعادة معجزا ولو استشهد به عليهالسلام أو شهد على حد ما شهد الطفل ليوسف وكلام عيسى عليهالسلام له ولأمه ، وكلام يحيى عليهالسلام لأبيه بما يكون في المستقبل والحال ، لكان لخصومنا وجه للمطالبة بذكر ذلك في المعجزات بما يكون في المتقبل والحال ، لكان لخصومنا وجه للمطالبة بذكر ذلك في المعجزات لكن لا وجه له على ما بيناه.
على أن كمال عقل أمير المؤمنين عليهالسلام لم يكن ظاهرا للحواس ولا معلوما بالاضطرار فيجري مجرى كلام المسيح وحكمة يحيى وكلام شاهد يوسف عليهالسلام فيمكن الاعتماد عليه في المعجزات وإنما كان طريق العلم به مقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والاستدلال الشاق بالنظر الثاقب ، والسر الحالة صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى مرور الأوقات بسماع كلامه والتأمل لاستدلالاته والنظر فيما يؤدي إلى معرفته وفطنته ، ثم لا يحصل ذلك إلا لخاص من الناس ومن عرف وجوه الاستنباطات وما جرى هذا المجرى فارق حكمه حكم ما سلف للأنبياء من المعجزات ، وما كان لنبينا عليهالسلام من الإعلام ، إذ تلك بظواهرها تقدح في القلوب أسباب اليقين وتشترك الجميع في علم الحال الظاهرة منها المبينة عن خرق العادات دون أن تكون مقصودة على ما ذكرناه من البحث الطويل ، والاستبراء للأحوال على مرور الأوقات أو الرجوع فيه إلى نفس قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي يحتاج في العلم به إلى النظر في معجز غيره والاعتماد على ما سواه من البينات فلا ينكر أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما عدل عن ذكر ذلك واحتجاجه به في جملة آياته لما وصفناه.
وشيء آخر وهو أنه لا ينكر أن يكون الله سبحانه علم من مصلحة خلقه الكف