.................................................................................................
______________________________________________________
إسلاما وما يقع من الصبيان على وجه التلقين لا يسمى على الإطلاق الديني إيمانا وإسلاما.
ويدل على ذلك أيضا أن أمير المؤمنين عليهالسلام قد تمدح به وجعله من مفاخره ، واحتج به على أعدائه ، وكرره في غير مقام من مقاماته ، حيث يقول : اللهم إني لا أعرف عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي ، وقوله عليهالسلام : أنا الصديق الأكبر قبل أن يؤمن أبو بكر (١) ، وأسلمت قبل أن يسلم ، وقوله صلوات الله عليه لعثمان : أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما ، وعبدت الله بعدهما ، وقوله : أنا أول ذكر صلى ، وقوله عليهالسلام : على من أكذب؟ أعلى الله فأنا أول من آمن به وعبده ، فلو كان إيمانه على ما ذهب إليه الناصبة من جهة التلقين ولم يكن له معرفة ولا علم بالتوحيد لما جاز منه عليهالسلام أن يتمدح بذلك ولا يسميه عبادة ، ولا أن يفخر به على القوم ولا أن يجعله تفضيلا له على أبي بكر وعمر ولو أنه فعل من ذلك ما لا يجوز لرده عليه مخالفوه واعترضه فيه مضادوه وحاجة في بطلانه مخاصموه.
وفي عدول القوم عن الاعتراض عليه في ذلك وتسليم الجماعة له ذلك دليل على ما ذكرناه وبرهان على فساد قول الناصبة الذي حكيناه ، وليس يمكن أن يدفع ما رويناه في هذا الباب من الأخبار لشهرتها ، وإجماع الفريقين من الناصبة والشيعة على روايتها ، ومن تعرض للطعن فيها مع ما شرحناه لم يمكنه الاعتماد علي تصحيح خبر وقع في تأويله الاختلاف ، وفي ذلك إبطال جمهور الأخبار وإفساد عامة الآثار.
وهب من لا يعرف الحديث ولا خالط أهل العلم يقدم على إنكار بعض ما رويناه أو يعاند فيه بعض العارفين ويغتنم الفرصة بكونه خاصة في أهل العلم كيف يمكن دفع شعر أمير المؤمنين عليهالسلام في ذلك ، وقد شاع من شهرته على حد يرتفع فيه الخلاف وانتشر حتى صار مسموعا من العامة فضلا عن الخواص في قوله عليهالسلام
__________________
(١) كذا في النسخ والظاهر وقوع السقط وأنّ الأصل هكذا « آمنت قبل أن يؤمن ابوبكر ... اه » كما في سائر الروايات.