عليه حزنا شديدا قال فقال له تشتهي أن تراه قال بلى قال فأرني قبره قال فخرج ومعه بردة رسول الله صلىاللهعليهوآله متزرا بها فلما انتهى إلى القبر تلملمت شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره وهو يقول بلسان الفرس فقال أمير المؤمنين عليهالسلام ألم تمت وأنت رجل من العرب قال بلى ولكنا متنا على سنة فلان وفلان فانقلبت ألسنتنا
______________________________________________________
أو كان هو عليهالسلام خالا لبعضهم ، فيكون « في » بمعنى « مع » ويؤيد الأخير ما روي أن أم هانئ أخت أمير المؤمنين عليهالسلام كانت زوجة هبيرة بن وهب بن عمرو بن عائذ ابن عمران بن مخزوم ، وعلى الأول الخئولة جمع الخال ، وعلى الثاني مصدر وكلاهما ورد في اللغة ، يقال : بيني وبينهم خولة ، ويقال : خال بين الخئولة « متزرا بها » أي شدها على وسطه مكان الإزار ، أو التحف بها وليس « متزرا بها » في الخرائج وفيه : معه برد رسول الله السنجاب.
« تلملمت » في أكثر نسخ الكتاب بتقديم اللام على الميم أي انضمت شفتاه أو تحركت كناية عن التكلم ، يقال كتيبة ململمة وملمومة أي مجتمعة مضمومة بعضها إلى بعض ، ولملم الحجر : أداره والململم بفتح لاميه : المجتمع المدور المضموم ، وفي الخرائج وغيره من الكتب بتقديم الميم على اللام ، وفي بعضها بعكسها وهو أظهر ، قال في القاموس : تململ تقلب والململة السرعة وفي المصباح ركض الرجل ركضا من باب قتل : ضربه برجله وفي الخرائج : فخرج من قبره وهو يقول رميكا بلسان الفرس ، وروي أيضا برواية أخرى عن الصادق عليهالسلام قال : كان قوم من بني مخزوم لهم خئولة من علي عليهالسلام فأتاه شاب منهم يوما فقال : يا خال مات ترب لي (١) فحزنت عليه حزنا شديدا قال : فتحب أن تراه؟ قال : نعم ، فانطلق بنا إلى قبره فدعا الله وقال : قم يا فلان بإذن الله ، فإذا الميت جالس على رأس القبر وهو يقول : ونيه ونيه سألا ، معناه لبيك لبيك سيدنا ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ما هذا اللسان؟ ألم تمت وأنت رجل من
__________________
(١) الترب : من ولد معك.