سرا وعفا على موضع قبرها ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار
______________________________________________________
أبيها صلى الله عليهما اثنتان وسبعون ليلة.
وقال ابن أبي الحديد بعد ذكر الروايات : والصحيح عندي أنها ماتت وهي واجدة (١) على أبي بكر وعمر ، وأنها أوصت أن لا يصليا عليها ، إلى آخر ما قال.
وروى الصدوق بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام وزياد بن عبيد الله عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث طويل ذكر فيه عليهالسلام غضبها على أبي بكر وعمر ، قال عليهالسلام : ثم قالت أنشدكما بالله هل سمعتما النبي صلىاللهعليهوآله يقول : فاطمة بضعة مني وأنا منها ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذاها بعد موتي فكان كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي؟ قالا : اللهم نعم ، فقالت : الحمد لله ثم قالت : اللهم إني أشهدك فأشهد ، واشهدوا يا من حضرني أنهما قد آذاني في حياتي وعند موتي ، والله لا أكلمهما من رأسي كلمة حتى ألقى أبي فأشكوكما إليه بما صنعتما بي وارتكبتما مني ، فدعا أبو بكر بالويل والثبور وقال : ليت أمي لم تلدني ، فقال عمر : عجبا للناس كيف ولوك أمورهم وأنت شيخ قد خرفت تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها ، وما لمن أغضب امرأة؟ وقاما وخرجا ثم ذكر عليهالسلام وصيتها أن لا يحضرا جنازتها ولا الصلاة عليها وأنه هم عمر أن يمضي إلى المقابر فينبشها حتى يجد قبرها فيصلي عليها فنازعه علي عليهالسلام وكاد أن تقع فتنة فقعد عن ذلك.
وروى الصدوق أيضا بإسناده عن ابن نباتة قال : سئل أمير المؤمنين عن علة دفنه لفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ليلا؟ فقال عليهالسلام إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها وحرام على من يتولاهم أن يصلي على أحد من ولدها.
قوله عليهالسلام : وعفا على موضع قبرها ، قال في القاموس : العفو المحو والإمحاء وقال : الثرى التراب الندى من الأرض.
« ببقعتك » ظاهره الدفن قريبا من قبره صلىاللهعليهوآله وإن جاز إطلاق البقعة على
__________________
(١) أي ساخطة عليهما.