لما حملت فاطمة عليهاالسلام بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال إن فاطمة عليهاالسلام ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك فلما حملت فاطمة بالحسين عليهالسلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام لم تر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل قال وفيه نزلت هذه الآية « وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ » حسنا « حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ
______________________________________________________
أو المراد بقوله : حملت ثانيا شعرت به ، وربما يقرأ الثاني حملت على بناء المجهول من التفعيل ، أي عدت حاملا ، وفي كامل الزيارة الحسين بدون الباء ، وعلى هذا التأويل يحتمل أن يكون « وصينا » معناه جعلناه وصيا من الأوصياء ، فالباء في « بوالديه » للسببية ، فقوله : حسنا نصب على الإغراء بتقدير القول أي قائلين ألزم حسنا كما قيل ، لكنه بعيد ، والأظهر أن « وصينا » بمعناه ، والياء للسببية ، وحسنا مفعول وصينا ، وإن قرأ بفتح الحاء والسين لا يبعد الوجه الأول أيضا ، أي وصيناه أيضا حسنا.
قال في مجمع البيان : قرأ أهل الكوفة إحسانا ، والباقون حسنا ، وروي عن علي عليهالسلام وأبي عبد الرحمن السلمي حسنا بفتح الحاء والسين ، انتهى.
ويحتمل أن يكون الوالدان رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما كما مر وسيأتي ، أو عليا وفاطمة عليهماالسلام.
« لم تر » على بناء المجهول ، وفي الكامل : هل رأيتم في الدنيا أما ، إلى آخره وحمله وفصاله ثلاثون شهرا موافق لهذا التأويل ، لأن حمله كان ستة أشهر ، ومدة الرضاع سنتان ، قال البيضاوي « حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً ، وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً » ذات كره أو حملا ذا كره ، وهو المشقة « وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ » ومدة حمله وفصاله ، والفصال الفطام ، والمراد به الرضاع التام المنتهى به ، ولذلك عبر به كما يعبر بالأمر عن المدة ثلاثون شهرا كل ذلك بيان لما تكابده الأم في تربية الولد مبالغة في التوصية بها وفيه دليل على أن أقل مدة الحمل ستة لأنه إذا حط عنه للفصال حولان لقوله : « حَوْلَيْنِ