الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم « وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ » (١) أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلي فذلك الذي عنى حيث قال :
______________________________________________________
لا نصلي الصلوات المكتوبة على ما قررها الشرع ، وفي هذا دلالة على أن الإخلال بالواجب يستحق به الذم والعقاب ، لأنهم علقوا استحقاقهم العقاب بالإخلال بالصلاة وفيه دلالة أيضا على أن الكفار مخاطبون بالعبادات الشرعية ، انتهى.
وقال البيضاوي : سقر علم لجهنم ، ولذلك لم يصرف ، من سقرته النار وصقرته إذا لوحته ، انتهى.
وقيل : اسم عجمي لنار الآخرة ، وقال البيضاوي : أيضا في قوله تعالى : « وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ » أي الذين سبقوا إلى الإيمان والطاعة بعد ظهور الحق من غير تلعثم (٢) وتوان ، أو سبقوا في حيازة الفضائل والكمالات ، أو الأنبياء فإنهم مقدموا أهل الإيمان هم الذين عرفت رأيهم وعرفت ما لهم كقول أبي النجم أنا أبو النجم وشرعي شعري أو الذين سبقوا إلى الجنة أولئك المقربون في جنات النعيم ، والذين قربت درجاتهم في الجنة وأعليت مراتبهم ، انتهى.
والحلبة بفتح الحاء المهملة وسكون اللام ثم الباء الموحدة الدفعة من الخيل في الرهان ، وخيل تجمع للسباق من كل أوب لا تخرج من إصطبل واحد ، وهي عندهم عشرة ، لها عشرة أسماء فالسابق هو المقدم على الجميع عند السباق ويقال له المجلي لأنه جلي نفسه أي أظهرها وجلي عن صاحبه وأظهر فروسيته أو جلي همه حيث سبق والثاني المصلي لأنه يحاذي رأسه صلوي السابق وهما العظمان النابتان عن يمين الفرس وشماله والثالث التي لأنه تلاه ، والرابع البارع لأنه برع المتأخر عنه أي فاقة ، والخامس المرتاح كأنه نشط فلحق بالسوابق ، والسادس الحظي لأنه حظي عند صاحبه حيث لحق بالسوابق أي صار ذا حظوة عنده أي نصيب ، أو في مال الرهان ، والسابع العاطف لأنه عطف إلى السوابق أي مال إليها ، أو كر عليها فلحقها ، والثامن المؤمل لأنه
__________________
(١) سورة الواقعة : ١٠.
(٢) تلعثم في الأمر : توقف فيه وتأنّى.