فقال إنما أعظكم بولاية علي عليهالسلام هي الواحدة التي قال الله تبارك وتعالى « إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ».
______________________________________________________
أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى » قال : بالولاية ، قلت : وكيف ذاك؟ قال : إنه لما نصب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين عليهالسلام للناس ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اغتابه رجل وقال : إن محمدا ليدعو كل يوم إلى أمر جديد وقد بدأ بأهل بيته يملكهم رقابنا فأنزل الله عز وجل على نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك قرآنا فقال : « قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ » فقد أديت إليكم ما افترض ربكم عليكم ، قلت : فما معنى قوله « أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى »؟ فقال : أما مثنى يعني طاعة رسول الله وطاعة أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأما فرادى فيعني طاعة الأئمة من ذريتهما من بعدهما ، ولا والله يا يعقوب ما عنى غير ذلك ، ورواه فرات بن إبراهيم أيضا بإسناده عن عمرو بن يزيد عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام.
وروى ابن شهرآشوب في المناقب عن الباقر والصادق عليهماالسلام في قوله تعالى : « قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ » قال : الولاية « أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى » قال : الأئمة من ذريتهما ، وقال البيضاوي « قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ » ، أرشدكم وأنصح لكم بخصلة واحدة هي ما دل عليه « أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ » وهو القيام من مجلس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والانتصاب في الأمر خالصا لوجه الله تعالى معرضا عن المراء والتقليد « مَثْنى وَفُرادى » متفرقين اثنين اثنين وواحدا واحدا ، فإن الازدحام يشوش الخاطر ويخلط القول « ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا » في أمر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وما جاء به لتعلموا حقيقته « ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ » فتعلموا ما به من جنون يحمله على ذلك ، أو استئناف على أن ما عرفوا من رجاحة عقله كاف في ترجيح صدقه. فإنه لا يدعه أن يتصدى لادعاء أمر خطير وخطب عظيم من غير تحقق ووثوق ببرهان ، فيفضح على رؤوس الأشهاد ، ويسلم ويلقي نفسه إلى الهلاك ، كيف وقد انضم إليه معجزات كثيرة ، وقيل : ما استفهامية والمعنى ثم تتفكروا أي شيء به من آثار الجنون ، انتهى.