وما لقيتُ منكم يا معشر المهاجرين أشدّ عَلَيّ من وجعي ! إنّي ولّيت أُموركم خيركم في نفسي ، فكلّكم ورم أنفه أن يكون له الأمر من دونه ، والله لتتخذنّ نضائد الديباج وستور الحرير ... إلىٰ آخر الخبر (١).
أي إنّكم يا معاشر المهاجرين تريدون الخلافة ، وكلّ منكم يريدها لنفسه ، لأجل الدنيا ، ويخاطب بهذا أبو بكر المهاجرين ، بدل كلمة الناس في النص السابق.
فقال له عبد الرحمن : خفّض عليك يا خليفة رسول الله ، ولقد تخلّيت بالأمر وحدك ، فما رأيت إلاّ خيراً.
من هذا الكلام نفهم أمرين أيضاً :
الأمر الأوّل : إنّه كان هذا الشيء من أبي بكر وحده ، فقد تخلّيت بالأمر وحدك.
الأمر الثاني : أنّ عبدالرحمن بن عوف موافق لما فعله أبو بكر.
ثمّ جاء في بعض الروايات اسم علي وطلحة بالخصوص ، لاحظوا : قالت عائشة : لمّا حضرت أبا بكر الوفاة ، استخلف عمر ، فدخل عليه علي وطلحة فقالا : من استخلفت ؟ قال : عمر ، قالا :
__________________
(١) إعجاز القرآن للباقلاني ـ هامش الإتقان ـ : ١٨٤ ، الفائق في غريب الحديث ١ / ٤٥ ، أساس البلاغة ، النهاية في غريب الحديث ، لسان العرب ، في مادة « ورم ».