وما معنىٰ أن يعدو الحجر ويهرب ؟! وما بال موسىٰ يسرع وراءه كالمجنون غير آبه بأحد ولا ملتفت لحاله ؟! وما باله يضرب الحجر حتّىٰ جعل فيه أثراً ؟! إنّ هذا الفعل لا يفعله مجنون قبيلة دوس التي ينتمي إليها أبو هريرة فما بالك بكليم الله ونجيّه وأحد الأنبياء أُولي العزم ؟! هل يجرأ أبو هريرة الذي كان ينام في مسجد رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان من أصحاب الصفة بل من أشهرهم والذي كان يُغمىٰ عليه من الجوع والذي كان يرافق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لشبع بطنه ، هل يجرأ أن يفعل هذا الفعل وهو هو من الحقارة والذلّة وخفاء الاسم بين جميع الصحابة ؟! ولا ندري لماذا هذا الحقد من أبي هريرة علىٰ أنبياء الله ؟! لكن إذا عُرف السبب بطل العجب ، فإنّ بني أُميّة بدءاً بمعاوية وغيره أمروه فقال ، وهل يستطيع ردّ قولهم وأمرهم وهم الذين جعلوه أميراً علىٰ المدينة المنوّرة وبنوا له فيها قصراً وكان يأكل مع معاوية ألذّ ألوان الطعام بعد أن كان مجهولاً طول عمره في اليمن يخدم الأشراف بشبع بطنه وبعد إسلامه كان ينام في المسجد ولا يجد أحداً يطعمه إلاّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعض صحابته الكرماء ؟! ألم يعزله عمر بن الخطاب عن البحرين بعد أن لعبت أصابعه في مال الله حتّىٰ علاه عمر وأنهكه ضرباً بالدرة.
وليس الغريب أن يصدر هذا من أبي هريرة ، لكن الغريب ممّن يأخذ منه ويتبع قوله كالبخاري ومسلم وغيرهما وبقية المسلمين !!
أيها المسلمون الحذر الحذر عمّن تأخذون
منه دينكم ، فليس كل من هبّ ودبّ بمأمون علىٰ الدين ، ولعن الله زمناً صار فيه معاوية عدوّ الله ورسوله وابن عدوّ الله ورسوله وابن عدوّة الله ورسوله ملكاً أو خليفة علىٰ المسلمين ، فصبّ أحقاده كلّها علىٰ الرسول والرسل والصالحين ثأراً لدم