__________________
( وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ). ( أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ) تدل الآيتان على ثبوت القرعة في الشرائع السابقة في الجملة وقد ثبت أنه يعمل بما ثبت في الشرائع السابقة ما لم يعلم نسخه وعليه ابتناء مسائل في الفروع الفقهية يستفاد حكمها بما ثبت في الشرائع السابقة :
مثل استفادة وجوب نية الإخلاص في الواجب من قوله ( وَما أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) ومثل استفادة جواز الجهالة في الجعالة وجواز الضمان ما لم يجب من قوله حكاية عن مؤذن يوسف عليهالسلام « وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ » ومثل استفادة رجحان التعفف على التزويج من قوله حكاية عن يحيى ( وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصّالِحِينَ ) حيث دل على مدح يحيى بكونه حصورا أى ممتنعا عن مباشرة النسوان ومثل استفادة جواز بر اليمين على ضرب المستحق مائة بالضرب بالضغث من قوله تعالى ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ ) ومثل استفادة حكم من قلع عين ذي العين الواحدة من قوله ( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ) ومثل استفادة حكم من جعل عمله صداق المرأة من قوله تعالى حكاية عن شعيب ( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ ) وان كان استفادة تمام الأحكام المذكورة من الايات محل تأمل ليس هنا محل البحث عنها.
واما السنة فقد سرد المحقق النراقي في كتاب عوائد الأيام نيفا وأربعين حديثا فيها الصحاح والحسان والموثق فلا وجه لما ذكره في القوامع ص ٥٠٩ من الحكم بضعفها وترى أحد وعشرين حديثا في كتاب الوسائل الباب ١٣ من كتاب القضاء أبواب كيفية الدعوى وأحاديث أخر في سائر الأبواب.
واما الإجماع ، فقال الشيخ في الخلاف ج ٢ ص ٦٣٨ مسئلة تعارض البينتين : إجماع الفرقة على ان القرعة تستعمل في كل أمر مجهول مشتبه وجعلها في ص ٦٤٥ مسئلة تداعى الرجلين في ولد من مقتضيات مذهبنا ، وقال الشهيد في كتاب القواعد ص ٢٧٣ : ثبت عندنا قولهم : « كل أمر مجهول فيه القرعة ». ولا يبقى للفقيه عند تتبع الفتاوى شك في كون العمل بالقرعة من الأصول الشرعية في المجهولات ، فقد عمل بها الأصحاب باتفاق أو خلاف في أئمة الجماعة مع عدم المرجح. وفي اشتباه القبلة عند ابن طاوس. وفي قصور المال عن الحجتين الإسلامية والنذرية. وفي إخراج الواحد من المحرمين للحج نيابة ، وفي اختلاط الموتى في الجهاد. وفي تزاحم الطلبة عند المدرس والمستفتى.