والمسك اذا جاورها اكثر الادوية الباردة ، فان برودتها تنقص وربما صارت حارة لاكتسابها منها ، وكذلك كثير من الادوية الحارة المجاورة للأفيون والكافور والصندل ، تقل حرارتها لاكتسابها منها ، والحاجة الى ذلك لئلا توضع الادوية مع غير جنسها.
واما الممازجة : فقد تقوى تارة بممازجتها وتارة تنقص افعالها ، وتارة تصلح كيفيتها. فاما ما يقوى بممازجته (٣٣) كالمسك اذا خالط أدوية العين. واما ما ينقص فعله بممازجته اذا خالط ما له كيفية مع دواء له ضد تلك الكيفية كالافيون والجندبادستر (٣٤). واما ما يصلح ويكسر سورة (٣٥) الآخر كالزنجار اذا خلط مع الاسفيداج.
الفصل الرابع
في اختيار (٣٦) الادوية وادخارها
ما كان من الادوية حيوانيا ، فأفضل ذلك ما يتخذ من حيوان شاب في زمن الربيع. ويختار الاصح جسما والأتمّ اعضاء ، وان ينزع ما يؤخذ منها بعد ذبحه ، ولا يؤخذ (٣٧) من الميت بعلة طارئة. فان ذلك رديء. وما كان من الادوية نباتيا فمنها اوراق ومنها بذور ومنها اصول وقضبان ومنها زهر ومنها صموغ على ما ذكرنا. فما كان ورقا فينبغي (٣٨) ان يؤخذ بعد استكماله قبل تغير لونه ، لا مما سقط منها ، فان ذلك لا يكون فيه قوة. والبذور يجب (٣٩) ان تلتقط بعد ان
_________________
٣٣) في الاصل : فأما ما يقوى بممارجه كجللسك إذا خالط.
٣٤) في الاصل : كالافيون والجبندستر
٣٥) سورة الاخر أي حدّة (أو قوة) الاخر.
٣٦) في الاصل : فى احتيار
٣٧) في الاصل : وان ينزع ما يأخذ منها بعد ذبحه ولا يأخذ من المنبت بعله طاريه.
٣٨) في الاصل : مينعي
٣٩) في الاصل : والبذور فيجب ان تلتقط