هذا المجموع في الكحل (٤). وكان حصل لي شمة (٥) من علم الطب مما حصل لي بالارث عن الاب والجد وما امكنني بالتحصيل والجد ، وما ثبت (٦) لي من التجارب المنقولة عن الشيوخ الماهرين والعمل بين ايديهم ، وعلى الانفراد في اطراف البلاد ، فأحببت ان انتخب من كتب الفضلاء المتقدمين كتابا في الكحل ـ وان كان اول مراتب العلاج في الطب ـ اوضح فيه ما لعله يشكل في غيره من الكتب في هذا الفن. ارجو بذلك ثمرة دعاء مستجاب ، وثناء مستطاب ، وقد عزوته الى خزانة مولانا السلطان العالم العادل ، المؤيد المظفر المنصور الملك الاشرف مظفر الدنيا والدين ، غياث الاسلام والمسلمين ، قامع الكفرة والمشركين ، شاه ارمن (٧) ابي الفتح موسى بن الملك العادل ابي
_________________
٤) الكحل : بالضم فسكون هو الاثمد. أو هو كل ما يوضع في العين ويستشفى به. والكحل (بفتحتين) : ان يعلو منابت الاشفار سواد خلقة. وعين كحلاء أي شديدة السواد. ومنه سمي طبيب العيون كحالا.
٥) هكذا في الاصل. ولعل الكلمة هي (شيمة) والشيمة هي الطبيعة. وتشيم اباه أي اشبهه (القاموس) وهذا ما يقصد به المؤلف.
٦) في الاصل : وما نبت.
٧) الملك الاشرف : ٥٧٨ ـ ٦٣٥ ه ، ١١٨٢ ـ ١٢٣٧ م موسى (الاشرف) بن محمد العادل بن ابي بكر محمد بن ايوب ، مظفر الدين أبو الفتح. من ملوك الدولة الايوبية في مصر والشام. كان اول ما ملكه مدينة الرها ، سيره اليها والده من مصر سنة ٥٩٨ ه. ثم اضيفت اليه حران. وملك نصيبين الشرق سنة ٦٠٦. واخذ سنجار والخابور سنة ٦٠٧. واتسع ملكه بعد موت اخيه الملك الاوحد ايوب. فاستولى على خلاطه وميافارقين وما حولهما سنة ٦٠٩. وجعل اقامته بالرقة. وجرت له مع ملك الروم ، ومع ابن عم الملك الافضل صاحب سميساط وقائع. ثم نزل للكامل عن بعض مملكته وأخذ منه دمشق سنة ٦٢٦ وسكنها. مولده بالقاهرة ، وقد قيل بقلعة الكرك. ووفاته بدمشق. كان شجاعا حازما كريما موفقا في حروبه وسياسته. من آثاره دار الحديث (الاشرفية) بسفح قاسيون. وقد جاء أيضا في كتاب طبقات الاطباء لابن أبي اصيبعة عن شاه أرمن ما يلي : من سلاطين السلاجقة. كان مقره في خلاط (ككتاب)