المرئية تنطبع فيها الوانها وهي رطوبه صافية مقفلة غير ذات لون (٩٦) مشفّة صلبة مستديرة الشكل الى التفرطح. وتسمى بالجليدية لانها قطعة من جليد. وجعلت مشفّة غير ذات (٩٧) لون لتقبل في ذاتها الوان المبصرات فتدركها القوّة. وهي تلتحم اعني الشبكية على نصف من الجليدية هكذا (٩٨) وجعلت الجليدية صلبة لتكون متماسكة فلا يحدث فيها ترجرج فلا تستقر الصور المنطبعة فيها فلا يمكن ادراكها لأنها تموج لو كانت رقيقة القوام. وجعلت مدورة الشكل لتقابل بحدبتها جهات كثيرة لا جهة واحدة كالمستقيم فتدرك من جهات كثيرة لا جهة. وجعلت مفرطحة ليلاقي المبصر منها اجزاء كثيرة كالحالة في المستقيم. فيكون قد جمعت ما يدني المستقيم والمحدب وطبعها بارد يابس. وانما جعلت في الوسط لأنه احرز (٩٩)
_________________
٩٦) في الاصل : وهي رطوبة صافية منعقدة غير ذي لون.
٩٧) في الاصل غير ذي لون.
٩٨) جاء في التذكرة ص ٢١ عند الكلام عن الشبكية (فيصير منها الطبقة الشبكية التي تحوي الزجاجية وتلتحم في النصف من الجليدية على هذا المثال) ولم يذكر المؤلف المثال او رسمه ....
٩٩) يريد بالجليدية العدسة (Lens) او الجسم البلوري Cristillin. وقد جعلها الكحالون الاغريق والعرب اشرف جزء في العين وانها في وسط الكرة وهي التي تنطبع عليها الصور .... وسميت بالجليدية لانها تشبه الجليد. وهي مستديره وليست محكمة الاستدارة بل فيها عرض ما. وموضعها في وسط العين كنقطة توهمتها في وسط كرة (تذكرة الكحالين ص ١٦) وجاء في المقالات هي ٧٤ : وهذه الرطوبة اعني الجليدية بين رطوبتين. واحدة من خلفها شبيهة بالزجاج الذائب وتسمى باليونانية (الشبيهة بالزجاج) او الزجاجية Vitreius وواحدة من امامها وتدعى بالرطوبة البيضية واما ما ذكر من ان موضعها في وسط العين فذلك دليل على ان جميع ما سواها مما في العين انما خلق لها ، اما ليدفع عنها افة واما ليؤدي لها منفعة. والمؤلف يقول : وانما جعلت في وسط العين لانه أحرز. وبالطبع كذلك وصفها الاغريق. أما حقيقتها حديثا فهي عدسة شفافة عديمة اللون محدبة الوجهين ، وتحدب