(للمغتذى حتى يخلف بدل ما يتحلل منه ويكون مشابها له في (١١٠) المزاج الأصلي واللون والقوام. والعنكبوتية غير صافية كصفاء الجليدية. وهي ـ اعني الجليدية ـ صلبة غليظة القوام وهي على ما علمت من الصفاء فلو تغذت العنكبوتية من الجليدية للزم من ذلك ان يتغذي العضو بما لا يناسبه ، ويشبهه لا في القوام ولا في المزاج الأصلي. وذلك لا يجوز من وجه آخر. وهو ان الجليدية ليس فيها عرق ضارب ولا غير ضارب وانما غذاؤها يأتيها (١١١) على سبيل الرشح. فكيف تغذي غيرها؟. ومن وجه آخر ، وهو ان هذه الطبقة لأجزائها تجاويف. والرطوبات انما ترد عليها من خارج لكن غذاءها من العروق التي فيها وتتغذى كما تتغذى الشبكية وهي جزء منها (١١٢).
_________________
١١٠) الجملة المحصورة بين قوسين في الهامش. وبخط يقارب خط الموءلف. وهي مناسبة لما يقصده الموءلف. لان ما ينحل من الجسم لا بد من تعويضه بشيء من جنسه وهو على سبيل الرشح. وجاء في التذكرة ص ٣٥ : واما غذاؤها فمن الرطوبة الجليدية. وفي المقالات ص ٨٠ : وبين الرطوبة الجليدية أي الرطوبة الشبيهة ببياض البيض على النصف من الجليدية قشر رقيق جدا شبيه بقشر البصلة وبنسج العنكبوت ليوقيها (أي الجليدية) من العينية ومن الآفات العارضة من خارج
١١١) في الاصل : وانما غذاها ما يتهيأ
١١٢) هنا لا بد من ابداء وجهة نظرنا حول الموضوع. فقد جاء في ذكر الطبقة العنكبوتية في الطبقات بالنسبة لما كان معلوما لديهم. اما الان فالطبقة العنكبوتية لا تمت الى الطبقات وانما هي داخله ضمن الاوساط الانكسارية للضوء وبواسطتها يتم تغيير وتعديل المطابقة في تغيير زيادة ونقص تحدب العدسة بالنسبة للعين الطبيعية او العين المصابة باحد عيوب الانكسار. فالطبقة العنكبوتية وملحقاتها وهي عبارة عن محفظة الجسم البلوري. ومن اهم وظائفها تيسير عملية المطابقة Accommodation لهذا فهي ضمن الرطوبات حسب التصنيف الحديث. ولو ان هذا الاسم لا وجود له حيث هي تابعة للجسم البلوري كمحفظة له.
وفي القانون لابن سينا حول العنبية يقول : واما ما جاوز ذلك الحد