ومتى كان الضوء معتدلا اعتدل حال الثقب. ومتى كان يسيرا اتسع ليصل من الضوء الخارج مقدار كثير الى داخل. فيجبر كثرة مقداره ونقصانه من جهة ضعفه. وجعل لها خمل من داخلها ليجتذب لها الغذاء (١١٤). وتجتمع فيه الرطوبة وهي تحتاج الى غذاء كثير لاجلها.
وقد تغذي غيرها. وفي خملها فائدة اخرى وذلك انه متى تولد من رطوبة غريبة من غلط البيضية جذبتها (١١٥).
_________________
١١٤) جاء في التذكره ص ٢٧ ـ ٢٨ : وهي لينة لئلا تضر بالجليدية بملاقاتها. وهي طبقتان مثل المعدة لها خمل من الداخل. ولذلك لها منفعتان احداها ان تجمع الرطوبة البيضية ـ الخلط المائي ـ اذا كانت رقيقة. والثانية ليعلق الماء في وقت القدح بالخمل. ومن خارج ملساء لئلا تضر بالقرنية. وجاء في المقالات : لئلا يضر بها القرنية. وفي وسطها ثقب يسمى الحدقة
١١٥) الظاهر من وصف المؤلف للعنبيه انه يريد الكلام عن ما ندعوها حديثا بالقزحية. والقزحية هي امتداد لما يدعى بالقميص الوعائي الذي يجهز الكره العينية بالمواد الغذائية والقميص الوعائي هذا يقع تحت الصلبة. ويتكون من ثلاثة أقسام : القزحية في الامام ويليها الجسم الهدبي Corps Ciliare. ثم الطبقة المشيمية في الخلف. ومن الملاحظ ان المؤلفين القدماء ومنهم موءلف هذا الكتاب لم يتعرض للجسم الهدبي وقميصه الذي فيه الرباط المعلق للجسم البلوري أو العدسة (الجليدية). والذي اختلط عليهم فدعوه مع محفظة الجسم البلوري بالعنكبوتية. والقزحية (العنبية) عبارة عن غشاء ملون دائري الشكل معلق خلف القرنية بصورة عمودية وتقع امام الجسم البلوري (العدسة) مباشرة وبينهما الغرفة الخلفية التي تحتوي على الخلط المائي (الرطوبة البيضية) وتفصل بين القزحية والقرنية فجوة تدعى بالغرفة الامامية تحوي أيضا على الخلط المائي (الرطوبة البيضية) وفي منتصف القزحية توجد فتحة دائرية الشكل تسمى بالحدقة. وتختلف سعتها بالنسبة لكمية الضوء وعوامل أخرى ، وهي تنظيم مقدار الضوء الداخل الى قعر العين. ومحيط القزحية الخارجي متصل بالجسم الهدبي ، ثم ان وجه القزحية الامامي مجعد ويحتوي على مرتفعات ومنخفضات قرب الحدقة. وتحتوي القزحية على نوعين من العضلات الملساء اللاارادية. العضلة المقبضة للحدقة والعضلة الموسعة للحدقة (انظر أمراض العين لماي الطبعة الفرنسية ص ١٧٦).