الابصار. وقد ظن بعض الاطباء ان الشهلاء (١٦٣) نارية ، ولو كان كذلك لكانت العين الزرقاء مضرورة لفقدانها النارية التي هي البصر. وقد يقصر بعض الكحل عن بعض الزرق في الابصار اذا لم تكن الزرقة حدثت عن آفة عارضة. وذلك ان الكحلاء التي كحلها بسبب كثرة البيضية تمنع نفوذ اشباح الالوان بمضادته الاشفاف. والكحل الذي يكون لكدورة الرطوبة ، كالكحل (١٦٤) الذي يكون بسبب كثرة الرطوبة البيضية كذلك لانه لا يجيب الى حركة التحديق والخروج الى قدام اجابة يعتد بها. وانما اذا كانت العين الكحلة بسبب الرطوبة فيكون بصرها (١٦٥) بالليل قليلا بسبب الحاجة الى التحديق والخروج الى قدام ، اجابة لتحرك المادة الى خارج. والمادة الكثيرة تستعصي اذا كانت بسبب الطبقة العنبية وشدة سوادها فتكون اجمع للضوء. واما الزرقة بسبب قلة الرطوبة البيضية فانها تبصر ليلا في المواضع المظلمة اجود مما تبصر نهارا. وفي المواضع المشرقة لما يعرض من تحريك المادة القليلة بسبب الضوء فيشغلها عن الابصار كما يعرض في الظلمة من عدم الابصار.
واما اختلافها بحسب الاصناف في الالوان فان الصقالبة أعينهم زرق. والحبشة أعينهم كحل وسكان الاقليم الرابع أعينهم شهل وشعل غالبا. وقد يوجد الكحل والزرقة. والكحل اكثر وجودا في الاقليم الرابع من الزرقة. والترك وان كانوا يسكنون الاقليم الخامس
_________________
١٦٣) في الاصل : وقد ظن بعض الاطبا ان الشهلا الناريه. لقد درج الموءلف على حذف الهمزه من كثير من الكلمات في النسخه الخطيه. وقد اشرنا الى ذلك سابقا. ولا يزال يكرر حذف الهمزه واحيانا حذف النقط
١٦٤) في الاصل : والكحل الذي يكون لكدورة الرطوبة الكحل الذي يكون بسبب ..).
١٦٥) في الاصل : نضرها بالضاء المهملة.