(صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول لها : « يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى فإنه سيولد له منها خير أهل الأرض » (١).
فكما أن بئر زمزم ـ التي كانت تسمى تكتم ـ خير نبع على وجه الأرض لأنه ينبعُ منها خير ماء وهو شفاء من كل داء (٢) ، ودواء لما شرب له (٣).
كذلك السيدة نجمة سميت بـ « تكتم » لأنّها ستلد خير اهل الارض بعد أبيه ، ومنه سيولد أربعة من أنوار أهل بيت العصمة والطهارة ، آخرهم إمامنا وسيدنا صاحب العصر والزمان ـ عجل الله ظهوره الشريف ـ ، والخير كل الخير يكون ممن « بيمنه رزق الورى ، وبوجوده ثبتت الأرض والسما ».
الوجه الثاني :
إنّ زمزم كانت خافية ومكتومة عن الجميع فأظْهَرَها عبد المطَّلب (عليه السلام) ، كذلك السيدة نجمة كانت مكتومة وخافية فأظهَرَها الإمام (عليه السلام) ، إذ البائع كَتَمَ أمرها ، وأراد أن يدخرَها لنفسه لولا أنّ الإمام (عليه السلام) أظهرها.
الوجه الثالث :
قد تكون تسميتها بـ « تكتم » كناية عن العفة والطهارة ، فهي امرأه مكتومة وخافية عن الرجال ، ويؤيد هذا الوجه ما ذكره الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا : « ... كانت نجمة بكراً لمّا
__________________
(١) عيون أخبار الرضا : ج١ ص ١٧.
(٢) فعن الإمام الصادق (عليه السلام) : « ماء زمزم شفاءٌ من كل داء ».
(٣) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ) : ماء زمزم دواء مما شرب له ».