قدم الجلودي ، فلقيه فهزمه ، ثم استأمن إليه ، فلبس السواد ، وصعد المنبر فخلع نفسه.
وقال : إن هذا الأمر للمأمون ، وليس لي فيه حق » (١).
وهذه العبارة الأخيرة تدل بكل وضوح أن خروج محمد بن جعفر كان في عهد المأمون ، فالشيخ الصدوق يذكر هنا بأنّ محمد بن جعفر قد خرج في زمان المأمون لا الرشيد (٢).
فلماذا ذكر الشيخ الصدوق في رواية الإقتحام أنّ خروجه كان في زمان الرشيد؟
إن منشأ هذا الإشتباه قد يكون أحد أمرين :
الأمر الأول : الخلط بين هارون الرشيد وبين هارون بن المسيب أحد قادة المأمون زمن حادثة الجلودي.
ففي الكافي : « لما أراد هارون بن المسيب أن يواقع محمد بن جعفر ... » (٣).
__________________
(١) عيون أخبار الرضا : ج٢ ص ٢٠٧ ح٨.
(٢) قد يقال : إنه لا مانع من كون خروج محمد بن جعفر في زمان الرشيد ، وكون إلقاء القبض عليه في زمان المأمون.
والجواب :
أولاً : هذا مناف لما ذكره أهل السير والتاريخ من أن محمد بن جعفر خرج في حكومة المأمون.
ثانياً : هذا لا يتناسب مع نفس الحديث الأخير الذي ذكره الصدوق ، إذ فيه : « فلم يلبث إلا قليلاً حتى قدم الجلودي » ، وقد مات الريد في عام ١٩٣ هـ ، وتولى المأمون الحكم في عام ١٩٨ هـ أي بعد ست سنوات ، وهذا لا ينسجم مع قوله : « فلم يلبث إلا قليلا ».
(٣) أصول الكافي : ج١ ص ٤٩١ ح ٩.