وعليه فقد يكون المصدر الذي استقى منه الشيخ الصدوق قد ذكر إسم هارون بن المسيب مجرداً عن الإسم واللقب التالي ، فتصوّره الرشيد ، خاصّة وأن الجلودي كان قد خدم الرشيد كما مر عليك في ثنايا حادثة الإقتحام التي نقلها الشيخ الصدوق.
الأمر الثاني : أن الشيخ الصدوق قد خلط بين محمد بن جعفر الذي خرج في زمن الرشيد ، وبين محمد بن جعفر الذي خرج في زمن المأمون فالذي خرج في زمن الرشيد هو محمد بن جعفر بن يحيى بن الحسن بن الحسن بن الحسن كما في مروج الذّهب حيث يقول : « وقد كان محمد بن جعفر بن يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي ( كرم الله وجهه ) ، سار إلى مصر ، فطلب ، فدخل المغرب ، واتصل ببلاد تاهرت السفلى ، واجتمع إليه خلق من النّاس ، فظهر فيهم بعدل وحسن استقامة ، فمات هنالك مسموماً ... » (١).
والذي خرج في زمن المأمون هو محمد بن جعفر بن محمد ـ كما مر آنفاً.
فنستنتج مما سبق : أنّ هذه الحادثة كانت في زمان المأمون ، وقبيل وفاة السيدة المعصومة (عليها السلام) بسنتين :
وعلى فرض وقوعها في عهد هارون فالسيدة تكون أيضا قد عايشت الواقعة بكل تفاصيلها ، فكما ذكر الشيخ الصدوق أن الحادثة وقعت وقد كان مضى أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) ، أي بعد عام ١٨٣هـ.
* * *
__________________
(١) مروج الذهب : ج٣ ص ٣٥٣.