في معاجمنا الحديثية ، واني تتبعتُ مرويات اربعة أو خمسة من هؤلاء الصحابة فرأيت مضامين ما يرونه عن رسول الله قريبة إلى مروياتنا بنسبة ٧٠ % إلى ٩٠ %.
فعليه يمكننا اعتبار مرويات أصحاب المدونات هو المحور الاول ، الذي يمكننا ان نستفيد منه في توثيق مروياتنا ، لان هؤلاء هم الذين نهاهم عمر عن الرواية عن رسول الله صلىاللهعليهوآله كتبهم ، وقال لمن جمعهم من الصحابة : نحن أعلم نأخذ منكم ونردُ عليكم (١).
وجاء في طبقات ابن سعد ان عمر بن الخطاب جمع ما في ايدي الناس من الاحاديث فأمر بحرقها (٢).
في حين هؤلاء الصحابة كانوا لا يتصورون بأن الخليفة سيحرق ما جمعوه من أحاديث رسول الله ، بل كانوا يعتقدون أنّه سيرى اعدلها واقومها ، فيثبّت الحسن منها في مصاحف ويحرق ما سواها ، لكنهم واجهوا باحراقه لجميع ما رووه ، مع ما فيها من اسماء الجلالة.
إذن الخلاف بين عمر وبعض الصحابة كان سياسياً وفكرياً وايدلوجيا معاً ، وان تطور لاحقاً فاصبح ينظر إليه اختلاف سياسي بحت.
_________________________________
(١) تاريخ دمشق ٤٠ : ٥٠٠ ، كنز العمال ١٠ : ١٣٠ / ح ٢٩٤٧٩.
(٢) انظر طبقات ابن سعد ٥ : ١٨٨ ، سير اعلام النبلاء ٥ : ٥٩ / تقييد العلم : ٥٢.