ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم ، والأوصاف المعدودة لهم ـ كما عرفت ـ جماع الأوصاف التي يفقدها المجتمع الإسلامي اليوم ، ويستفاد بالإمعان في التدبر فيها تفاصيل الرذائل التي تنبئ الآية أن المجتمع الإسلامي سيبتلى بها.
وقد اشتملت على تعدادها عدة من أخبار ملاحم آخر الزمان المروية عن النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة من أهل بيته عليهالسلام ، وهي على كثرتها ومن حيث المجموع وإن كانت لا تسلم من آفة الدس والتحريف إلا أن بينها أخبارا يصدقها جريان الحوادث وتوالي الوقائع الخارجية ، وهي أخبار مأخوذة من كتب القدماء المؤلفة قبل ما يزيد على ألف سنة من هذا التاريخ أو قريبا منه ، وقد صحت نسبتها إلى مؤلفيها وتظافر النقل عنها.
على أنها تنطق عن حوادث ووقائع لم تحدث ولم تقع في تلك الآونة ولا كانت مترقبة تتوقعها النفوس التي كانت تعيش في تلك الأزمنة فلا يسعنا إلا الاعتراف بصحتها وصدورها عن منبع الوحي.
كما رواه القمي في تفسيره عن أبيه ، عن سليمان بن مسلم الخشاب ، عن عبد الله بن جريح المكي ، عن عطاء بن أبي رياح ، عن عبد الله بن عباس قال : حججنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله حجة الوداع ـ فأخذ باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه ـ فقال : ألا أخبركم بأشراط الساعة؟ وكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رضي الله عنه ـ فقال : بلى يا رسول الله ـ.
فقال صلىاللهعليهوآله : إن من أشراط القيامة إضاعة الصلاة ، واتباع الشهوات ، والميل مع الأهواء ، وتعظيم المال ، وبيع الدين بالدنيا ـ فعندها يذاب قلب المؤمن وجوفه ـ كما يذوب الملح في الماء ـ مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره ـ.
قال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلىاللهعليهوآله : إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يليهم أمراء جورة ، ووزراء فسقة ، وعرفاء ظلمة ، وأمناء خونة.
فقال سلمان : وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلىاللهعليهوآله : إي والذي نفسي بيده ـ يا سلمان ـ إن عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا ، واؤتمن الخائن ، ويخون الأمين ، ويصدق الكاذب ، ويكذب الصادق.
قال سلمان ، وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال صلىاللهعليهوآله : إي والذي نفسي بيده يا سلمان فعندها إمارة النساء ، ومشاورة الإماء ، وقعود الصبيان على المنابر ، ويكون