والرابع : أنه أهمل في البحث الروايات الصحيحة المستفيضة أو المتواترة التي تدل على أن أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله هم : علي وفاطمة والحسنان على ما تقدم في أخبار آية المباهلة وسيجيء معظمها في أخبار آية التطهير إن شاء الله تعالى.
ولا رجل في أهل بيته صلىاللهعليهوآله إلا علي عليهالسلام فيئول الأمر إلى كون اللفظ كناية عن علي عليهالسلام فيرجع إلى ما تقدم من الوجه.
وأما ما احتمله من المعنى فهو أن المراد بأهل بيته عامة أقربائه من بني هاشم أو بنو هاشم ونساؤه فينزل اللفظ منزلة عادية من غير أن يحمل شيئا من المزية ، والمعنى لا يؤدي نبذ العهد عني إلا رجل من بني هاشم ، والقوم يرجعون غالبا في مفاهيم أمثال هذه الألفاظ إلى ما يعطيه العرف اللغوي في ذلك من غير توجه إلى ما اعتبره الشرع ، وقد تقدم نظير ذلك في معنى الابن والبنت حيث حسبوا أن كون ابن البنت ابنا للرجل وعدمه مرجعه إلى بحث لغوي يعين كون الابن يصدق بحسب الوضع اللغوي على ابن البنت مثلا أو لا يصدق عليه ، وجميع ذلك يرجع إلى الخلط بين الأبحاث اللفظية والأبحاث المعنوية ، وكذا الخلط بين الأنظار الاجتماعية والأنظار الدينية السماوية على ما تقدمت الإشارة إليه.
وأعجب من الجميع قوله : وهذا النص الصريح يبطل تأويل كلمة « مني » فإن مراده بدلالة السياق أن كلمة « من أهل بيتي » نص صريح في أن المراد برجل مني رجل من بني هاشم ، ولا ندري أي نصوصية أو صراحة لكلمة « أهل البيت » في بني هاشم بعد ما تكاثرت الروايات أن أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله هم علي وفاطمة والحسنان عليهالسلام ثم في قوله : « أهل بيتي » بمعنى بني هاشم أن المراد بكلمة « مني » هو ذلك!.
وفي تفسير العياشي ، عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام : « فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ » قال : عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر ـ وشهر ربيع الأول وعشرا من ربيع الآخر.
أقول : وقد استفاضت الروايات من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهالسلام أن المراد من الأربعة الأشهر هو ذلك ، روى ذلك الكليني والصدوق والعياشي والقمي وغيرهم في كتبهم ، وروي ذلك من طرق أهل السنة ، وهناك روايات أخرى