الحج الأكبر ـ فقال : يوم النحر والأصغر العمرة.
أقول : وفي الرواية مضافا إلى تفسير اليوم بيوم النحر إشارة إلى وجه تسمية الحج بالأكبر ، وقد أطبقت الروايات عن أئمة أهل البيت عليهالسلام إلا ما شذ على أن المراد بيوم الحج الأكبر في الآية هو يوم الأضحى عاشر ذي الحجة وهو يوم النحر ، ورووا ذلك عن علي عليهالسلام.
وروى هذه الرواية الكليني في الكافي ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وروى ذلك أيضا بإسناده عن ذريح عنه عليهالسلام ، وكذا الصدوق بإسناده إلى ذريح عنه عليهالسلام ، ورواه العياشي عن عبد الرحمن وابن أذينة والفضيل بن عياض عنه عليهالسلام.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن مردويه عن ابن أبي أوفى عن النبي صلىاللهعليهوآله : أنه قال يوم الأضحى : هذا يوم الحج الأكبر.
وفيه ، أيضا أخرج البخاري تعليقا وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمر : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله وقف يوم النحر بين الجمرات ـ في الحجة التي حج فقال : أي يوم هذا؟ قالوا : يوم النحر ـ قال : هذا يوم الحج الأكبر.
أقول : وروي ذلك بطرق مختلفة عن علي عليهالسلام وابن عباس ومغيرة بن شعبة وأبي جحيفة وعبد الله بن أبي أوفى ، وقد روي بطرق مختلفة أخرى عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه يوم عرفة ، وكذا روي ذلك عن علي وابن عباس وابن الزبير ، وروي عن سعيد بن المسيب أنه اليوم التالي ليوم النحر ، وروي أنه أيام الحج كلها ، وروي أنه الحج في العام الذي حج فيها أبو بكر ، وهذا الوجه الأخير لا يأبى الانطباق على ما تقدم من الحديث عن الصادق عليهالسلام : أنه سمي الحج الأكبر ـ لما حج في تلك السنة المسلمون والمشركون جميعا.
وفي تفسير العياشي ، عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام : في قول الله : « فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ـ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ » قال : هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الآخر.