وفي قرب الإسناد ، للحميري : حدثني عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد جميعا عن حنان بن سدير قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : دخل علي أناس من أهل البصرة ـ فسألوني عن طلحة والزبير ـ فقلت لهم : كانوا (١) من أئمة الكفر ـ أن عليا يوم البصرة لما صف الخيل ـ قال لأصحابه لا تعجلوا على القوم ـ حتى أعذر فيما بيني وبين الله وبينهم.
فقام إليهم فقال : يا أهل البصرة ـ هل تجدون علي جورا في حكم؟ قالوا : لا. قال : فحيفا في قسم؟ قالوا : لا. قال : فرغبه في دنيا أخذتها لي ولأهل بيتي دونكم ـ فنقمتم علي فنكثتم بيعتي؟ قالوا : لا ، قال فأقمت فيكم الحدود وعطلتها في غيركم؟ قالوا : لا. قال : فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث ـ إني ضربت الأمر أنفه وعينه ـ فلم أجد إلا الكفر أو السيف.
ثم ثنى إلى أصحابه فقال ـ إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : « وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ ـ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ » فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ـ واصطفى محمدا بالنبوة ـ إنهم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا مذ نزلت :
أقول : ورواه العياشي عن حنان بن سدير عنه عليهالسلام.
وفي أمالي المفيد ، بإسناده عن أبي عثمان مؤذن بني قصي قال : سمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام حين خرج طلحة والزبير على قتاله : عذرني الله من طلحة والزبير ، بايعاني طائعين غير مكرهين ـ ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته ـ ثم تلا هذه الآية : « وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ ـ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ـ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ » أقول : ورواه العياشي في تفسيره عن أبي عثمان المؤذن وأبي الطفيل والحسن البصري : مثله ، ورواه الشيخ في أماليه ، عن أبي عثمان المؤذن. وفي حديثه قال بكير : فسألت عنها أبا جعفر عليهالسلام ـ فقال : صدق الشيخ هكذا قال علي. هكذا كان.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن مروان بن الحكم
__________________
(١) كانا ظ.