ص فقال : يا معشر قريش ـ إني أكره أن أبدأ بكم فخلوني والعرب وارجعوا ـ فقال عتبة : ما رد هذا قوم قط فأفلحوا ، ثم ركب جملا له أحمر فنظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وهو يجول بين العسكرين وينهى عن القتال ـ فقال صلىاللهعليهوآله : إن يك عند أحد خير فعند صاحب الجمل الأحمر ـ وإن يطيعوه يرشدوا ـ.
وخطب عتبة فقال في خطبته : يا معشر قريش أطيعوني اليوم واعصوني الدهر ـ إن محمدا له آل وذمة وهو ابن عمكم ـ فخلوه والعرب فإن يك صادقا فأنتم أعلى عينا به ـ وإن يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره ـ فغاظ أبا جهل قوله وقال له : جبنت وانتفخ سحرك ـ فقال : يا مصفر استه مثلي يجبن؟ وستعلم قريش أينا ألأم وأجبن؟ وأينا المفسد لقومه ـ.
ولبس درعه وتقدم هو وأخوه شيبة وابنه الوليد ، وقال : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش ـ فبرز إليهم ثلاثة نفر من الأنصار وانتسبوا لهم ـ فقالوا : ارجعوا إنما نريد الأكفاء من قريش ـ فنظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ـ وكان له يومئذ سبعون سنة ـ فقال : قم يا عبيدة ، ونظر إلى حمزة ـ فقال : قم يا عم ثم نظر إلى علي بن أبي طالب ـ فقال : قم يا علي ـ وكان أصغر القوم ـ فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم ـ فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها ـ تريد أن تطفئ نور الله ـ ويأبى الله إلا أن يتم نوره. ثم قال : يا عبيدة عليك بعتبة بن ربيعة ، وقال لحمزة عليك بشيبة ، وقال لعلي : عليك بالوليد ـ.
فمروا حتى انتهوا إلى القوم فقالوا : أكفاء كرام فحمل عبيدة على عتبة ـ فضربه على رأسه ضربة فلقت هامته ، وضرب عتبة عبيدة على ساقه فأطنها فسقطا جميعا ، وحمل شيبة على حمزة فتضاربا بالسيفين حتى انثلما ، وحمل أمير المؤمنين علي عليهالسلام على الوليد ـ فضربه على حبل عاتقه فأخرج السيف من إبطه ـ قال علي : لقد أخذ الوليد يمينه بيساره ـ فضرب بها هامتي ـ فظننت أن السماء وقعت على الأرض ـ.
ثم اعتنق حمزة وشيبة فقال المسلمون : يا علي أما ترى أن الكلب قد نهز عمك ـ فحمل عليه علي عليهالسلام ثم قال : يا عم ـ طأطئ رأسك وكان حمزة أطول من شيبة ـ فأدخل حمزة رأسه في صدره ـ فضربه علي فطرح نصفه ، ثم جاء إلى عتبة وبه رمق فأجهز عليه ـ.