وفي رواية أخرى أنه برز حمزة لعتبة ، وبرز عبيدة لشيبة ، وبرز علي للوليد فقتل حمزة عتبة ، وقتل عبيدة شيبة ، وقتل علي عليهالسلام الوليد. فضرب شيبة رجل عبيدة ـ فقطعها فاستنقذه حمزة وعلي ، وحمل عبيدة حمزة وعلي حتى أتيا به رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فاستعبر فقال : يا رسول الله ألست شهيدا؟ قال : بلى أنت أول شهيد من أهل بيتي ـ.
وقال أبو جهل لقريش : لا تعجلوا ـ ولا تبطروا كما بطر أبناء ربيعة ـ عليكم بأهل يثرب فاجزروهم جزرا ، وعليكم بقريش فخذوهم أخذا حتى ندخلهم مكة ـ فنعرفهم ضلالتهم التي هم عليها ـ.
وجاء إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم ـ فقال لهم : أنا جار لكم ادفعوا إلي رايتكم ـ فدفعوا إليه راية الميسرة ، وكانت الراية مع بني عبد الدار ـ فنظر إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لأصحابه : غضوا أبصاركم ، وعضوا على النواجذ ، ورفع يده فقال : اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد ـ ثم أصابه الغشي فسري عنه وهو يسلك العرق عن وجهه ـ فقال : هذا جبرائيل قد أتاكم بألف من الملائكة مردفين.
وفي الأمالي ، بإسناده عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله سافر إلى بدر في شهر رمضان ـ وافتتح مكة في شهر رمضان.
أقول : وعلى ذلك أطبق أهل السير والتواريخ ، قال اليعقوبي في تاريخه : وكانت وقعة بدر يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان بعد مقدمه ص ـ يعني إلى المدينة ـ بثمانية عشر شهرا.
وقال الواقدي : ونزل رسول الله صلىاللهعليهوآله وادي بدر عشاء ليلة الجمعة لسبع عشرة مضت من شهر رمضان فبعث عليا والزبير وسعد بن أبي وقاص وبسبس بن عمرو يتجسسون على الماء فوجدوا روايا قريش فيها سقاؤهم فأسروهم وأفلت بعضهم وأتوا بهم النبي صلىاللهعليهوآله وهو قائم يصلي فسألهم المسلمون فقالوا : نحن سقاء قريش بعثونا نسقيهم من الماء فضربوهم فلما أن لقوهم بالضرب قالوا : نحن لأبي سفيان ونحن في العير ، وهذا العير بهذا القوز فكانوا إذا قالوا ذلك يمسكون عن ضربهم. فسلم رسول الله صلىاللهعليهوآله من صلاته ثم قال : إن صدقوكم ضربتموهم وإن كذبوكم تركتموهم.