أرادوا أن يلقوه تزايل لحمه ـ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : اتركوه ، فأقروه وألقوا عليه من التراب ـ والحجارة ما غيبه ـ.
ثم وقف على أهل القليب فناداهم رجلا رجلا : هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ـ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا ـ بئس القوم كنتم لنبيكم كذبتموني وصدقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ، وقاتلتموني ونصرني الناس. فقالوا يا رسول الله أتنادي قوما قد ماتوا؟ فقال : لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حق ، وفي رواية أخرى : فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ـ ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني.
قال : وكان انهزام قريش حين زالت الشمس ـ فأقام رسول الله صلىاللهعليهوآله ببدر ـ وأمر عبد الله بن كعب بقبض الغنائم وحملها ، وأمر نفرا من أصحابه أن يعينوه ـ فصلى العصر ببدر ثم راح ـ فمر بالأثيل قبل غروب الشمس فنزل به وبات ، وبأصحابه جراح وليست بالكثيرة ، وأمر ذكوان بن عبد قيس أن يحرس المسلمين ـ حتى كان آخر الليل فارتحل.
وفي تفسير القمي ، في خبر طويل : وخرج أبو جهل من بين الصفين وقال : اللهم إن محمدا أقطعنا للرحم ، وأتانا بما لا نعرفه فأحنه الغداة ـ فأنزل الله على رسوله : « إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ـ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ـ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً ـ وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ».
ثم أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله كفا من حصى ـ ورمى به في وجوه قريش وقال : شاهت الوجوه ـ فبعث الله رياح تضرب في وجوه قريش ـ فكانت الهزيمة فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اللهم لا يفلتن فرعون هذه الأمة أبو جهل بن هشام ـ فقتل منهم سبعين ، وأسر منهم سبعين ـ.
والتقى عمرو بن الجموع مع أبي جهل ـ فضرب عمرو أبا جهل على فخذه ـ وضرب أبو جهل عمرا على يده ـ فأبانها من العضد فتعلقت بجلده ـ فاتكى عمرو على يده برجله ثم تراخى إلى السماء ـ حتى انقطعت الجلدة ورمى بيده ـ.
وقال عبد الله بن مسعود : انتهيت إلى أبي جهل ـ وهو يتشحط بدمه فقلت :