خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) : حم السجدة : ٤٢.
وقد ظهر بما تقدم أن اللام في الذكر للعهد الذكري وأن المراد بالوصف لحافظون هو الاستقبال كما هو الظاهر من اسم الفاعل فيندفع به ما ربما يورد على الآية أنها لو دلت على نفي التحريف من القرآن لأنه ذكر لدلت على نفيه من التوراة والإنجيل أيضا لأن كلا منهما ذكر مع أن كلامه تعالى صريح في وقوع التحريف فيهما.
وذلك أن الآية بقرينة السياق إنما تدل على حفظ الذكر الذي هو القرآن بعد إنزاله إلى الأبد ، ولا دلالة فيها على علية الذكر للحفظ الإلهي ودوران الحكم مداره.
وسنستوفي البحث عما يرجع إلى هذا الشأن إن شاء الله تعالى.
( بحث روائي )
في تفسير القمي ، بإسناده عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن رفاعة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من عند الله : لا يدخل الجنة إلا مسلم ـ فيومئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. ثم قال : « ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل » أي شغلهم « فسوف يعلمون ».
أقول : وروى العياشي ، عن عبد الله بن عطاء المكي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام : في تفسير الآية مثله.
وفي الدر المنثور ، أخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند صحيح عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن ناسا من أمتي يعذبون بذنوبهم ـ فيكونون في النار ما شاء الله أن يكونوا ـ ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون : ما نرى ما كنتم فيه من تصديقكم نفعكم ـ فلا يبقى موحد إلا أخرجه الله تعالى من النار. ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ).
أقول : وهذا المعنى مروي بطرق أخرى عن أبي موسى الأشعري وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك عنه صلىاللهعليهوآله.
وفيه ، أخرج ابن أبي حاتم وابن شاهين في السنة عن علي بن أبي طالب قال :