( اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ) وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبه أحدا ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ ـ إلى قوله ـ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) والحمد لله رب العالمين.
وفي بعضها ـ إلى قوله ـ ( هُمْ فِيها خالِدُونَ ) والحمد لله رب العالمين ، وفي بعضها هكذا : « لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم » إلخ. وفي بعضها : « عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام رب العرش العظيم » وفي بعضها : « عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم ».
وما ذكره بعض المحدثين أن اختلاف هذه الروايات في الآيات المنقولة غير ضائر لاتفاقها في أصل التحريف. مردود بأن ذلك لا يصلح ضعف الدلالة ودفع بعضها لبعض.
وأما ما ذكرنا من شيوع الدس والوضع في الروايات فلا يرتاب فيه من راجع الروايات المنقولة في الصنع والإيجاد وقصص الأنبياء والأمم والأخبار الواردة في تفاسير الآيات والحوادث الواقعة في صدر الإسلام وأعظم ما يهم أمره لأعداء الدين ولا يألون جهدا في إطفاء نوره وإخماد ناره وإعفاء أثره هو القرآن الكريم الذي هو الكهف المنيع والركن الشديد الذي يأوي إليه ويتحصن به المعارف الدينية والسند الحي الخالد لمنشور النبوة ومواد الدعوة لعلمهم بأنه لو بطلت حجة القرآن لفسد بذلك أمر النبوة واختل نظام الدين ولم يستقر من بنيته حجر على حجر.
والعجب من هؤلاء المحتجين بروايات منسوبة إلى الصحابة أو إلى أئمة أهل البيت عليهالسلام على تحريف كتاب الله سبحانه وإبطال حجيته ، وببطلان حجة القرآن تذهب النبوة سدى والمعارف الدينية لغا لا أثر لها ، وما ذا يغني قولنا : إن رجلا في تاريخ كذا ادعى النبوة وأتى بالقرآن معجزة أما هو فقد مات وأما قرآنه فقد حرف ، ولم يبق بأيدينا مما يؤيد أمره إلا أن المؤمنين به أجمعوا على صدقه في دعواه وأن القرآن الذي جاء به كان معجزا دالا على نبوته ، والإجماع حجة لأن النبي المذكور اعتبر حجيته أو لأنه يكشف مثلا عن قول أئمة أهل بيته.
وبالجملة احتمال الدس ـ وهو قريب جدا مؤيد بالشواهد والقرائن ـ يدفع