من قريش : الوليد بن المغيرة المخزومي والعاص بن وائل السهمي ـ والحارث بن حنظلة (١) والأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري ـ والأسود بن المطلب بن أسد فلما قال الله : ( إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) علم رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قد أخزاهم ـ فأماتهم الله بشر ميتات.
أقول : ورواه الصدوق في المعاني ، بإسناده عن أبان وروى فيه ، أيضا والطبرسي في الإحتجاج ، عن موسى بن جعفر عن آبائه عن علي عليهالسلام : ما في هذا المعنى وهو حديث طويل ـ فيه تفصيل هلاك كل من هؤلاء الخمسة لعنهم الله. وروي كون المستهزءين خمسة من قريش ـ عن علي وعن ابن عباس مع سبب هلاكهم.
والروايات مع ذلك مختلفة من طرق أهل السنة من جهة عددهم وأسمائهم وأسباب هلاكهم ، والذي اتفق فيه حديث الفريقين هو ما قدمناه.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ما أوحي إلي أن أكون تاجرا ـ ولا أجمع المال متكاثرا ولكن أوحي إلي : أن فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ.
أقول :وروي ما في معناه أيضا عن ابن مردويه عن ابن مسعود عنه صلىاللهعليهوآله.
وفيه ، أخرج البخاري وابن جرير عن أم العلاء : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله دخل على عثمان بن مظعون وقد مات فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب ـ فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال : وما يدريك أن الله أكرمه؟ أما هو فقد جاءه اليقين إني لأرجو له الخير.
وفي الكافي ، بإسناده عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : إن من صبر صبر قليلا ومن جزع جزع قليلا.
ثم قال : عليك بالصبر في جميع أمورك ـ فإن الله عز وجل بعث محمدا ـ وأمره بالصبر والرفق فقال : ( وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ـ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ ) وقال تبارك وتعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ـ وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا ـ وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ).
__________________
(١) طلاطلة ط.