وقال : ( وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) التوبة : ١١٤ وقد تقدم تفصيل القول في قصصه عليهالسلام في سورة الأنعام في الجزء السابع من الكتاب.
ومن لطيف ما في دعائه عليهالسلام اختلاف النداء المكرر الذي فيه بلفظ ( رب ) و ( ربنا ) والعناية فيما أضيف إلى نفسه بما يختص بنفسه من السبقة والإمامة ، وفيما أضيف إلى نفسه وغيره إلى المشتركات.
( بحث روائي )
في الدر المنثور ، أخرج أبو نعيم في الدلائل عن عقيل بن أبي طالب : أن النبي صلىاللهعليهوآله لما أتاه الستة النفر من الأنصار ـ جلس إليهم عند جمرة العقبة ـ فدعاهم إلى الله وإلى عبادته والمؤازرة على دينه ـ فسألوه أن يعرض عليهم ما أوحي إليه ـ فقرأ من سورة إبراهيم : ( وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً ـ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ ) إلى آخر السورة فرق القوم ـ وأخبتوا حين سمعوا منه ما سمعوا وأجابوه.
وفي تفسير العياشي ، عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من أحبنا فهو منا أهل البيت ـ فقلت : جعلت فداك منكم؟ قال : منا والله أما سمعت قول الله وهو قول إبراهيم عليهالسلام : ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ).
وفيه ، عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من اتقى الله منكم وأصلح فهو منا أهل البيت ـ قال : منكم أهل البيت؟ قال : منا أهل البيت ـ قال فيها إبراهيم : ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) قال عمر بن يزيد : قلت له : من آل محمد؟ قال إي والله من آل محمد إي والله من أنفسهم ـ أما تسمع قول الله تعالى : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ ـ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) وقول إبراهيم : ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ).
؟ أقول : وقد ورد في بعض الروايات أن بني إسماعيل لم يعبدوا صنما قط إثر دعاء إبراهيم : ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ ) ، وأنهم إنما قالوا : هؤلاء شفعاؤنا عند الله والظاهر أن الرواية موضوعة ، وقد تقدمت الإشارة إليه في البيان السابق.