قائمة الکتاب
سورة الروم
سورة لقمان
سورة السجدة
إعدادات
الميزان في تفسير القرآن [ ج ١٦ ]
الميزان في تفسير القرآن [ ج ١٦ ]
المؤلف :العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :395
تحمیل
وقوله : « لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ » مقتضى السياق أن يكون المراد بسبيل الله القرآن الكريم بما فيه من المعارف الحقة الاعتقادية والعلمية وخاصة قصص الأنبياء وأممهم الخالية فإن لهو الحديث والأساطير المزوقة المختلقة تعارض أولا هذه القصص ثم تهدم بنيان سائر المعارف الحقة وتوهنها في أنظار الناس.
ويؤيد ذلك قوله بعد : « وَيَتَّخِذَها هُزُواً » فإن لهو الحديث بما أنه حديث كما سمعت يعارض أولا الحديث ويتخذه سخريا.
فالمراد بسبيل الله القرآن بما فيه من القصص والمعارف وكأن مراد من كان يشتري لهو الحديث أن يضل الناس بصرفهم عن القرآن وأن يتخذ القرآن هزوا بأنه حديث مثله وأساطير كأساطيره.
وقوله : « بِغَيْرِ عِلْمٍ » متعلق بيضل وهو في الحقيقة وصف ضلال الضالين دون إضلال المضلين وإن كانوا أيضا لا علم لهم ثم هددهم بقوله : « أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ » أي مذل يوهنهم ويذلهم حذاء استكبارهم في الدنيا.
قوله تعالى : « وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً » إلخ ، وصف لذاك الذي يشتري لهو الحديث ليضل الناس عن القرآن ويهزأ به والوقر الحمل الثقيل والمراد بكون الوقر على أذنيه أن يشد عليهما ما يمنع من السمع وقيل : هو كناية عن الصمم.
والمعنى : وإذا تتلى على هذا المشتري لهو الحديث آياتنا أي القرآن ولى وأعرض عنها وهو مستكبر كأن لم يسمعها قط كأنه أصم فبشره بعذاب أليم.
وقد أعيد إلى من يشتري ضمير الإفراد أولا كما في « يَشْتَرِي » و « لِيُضِلَ » و « يَتَّخِذَها » باعتبار اللفظ والضمير الجمع ، ثانيا باعتبار المعنى ثم ضمير الإفراد باعتبار اللفظ كما في « عَلَيْهِ » وغيره كذا قيل ، ومن الممكن أن يكون ضمير « لَهُمْ » في الآية السابقة راجعا إلى مجموع المضل والضالين المدلول عليهم بالسياق فتكون الضمائر الراجعة إلى « مِنَ » مفردة جميعا.
قوله تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ـ إلى قوله ـ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » رجوع بعد إنذار ذاك المشتري وتهديده بالعذاب المهين ثم العذاب