من طرق أهل السنة وأورده القمي في تفسيره ، وكأنها تنتهي إلى كعب كما مر في رواية ابن عباس المتقدمة وكيف كان فلا يعبأ بها كما تقدم.
وقد بلغ من إغراقهم في القصة أن رووا أن الخيل كانت عشرين ألف فرس ذات أجنة ومثله ما روي في قوله : ( حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ ) عن كعب أنه حجاب من ياقوتة خضراء محيط بالخلائق منه اخضرت السماء.
ومثل هذه الروايات أعاجيب من القصص رووها في قوله تعالى : « وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً » الآية
كما روي : أنه ولد له ولد فأمر بإرضاعه ـ وحفظه في السحاب إشفاقا عليه من مردة الجن ـ وفي بعضها خوفا عليه من ملك الموت ـ فوقع يوما جسده على كرسيه ميتا.
وما روي : أنه قال يوما : لأطوفن الليلة بمائة امرأة من نسائي ـ تلد لي كل واحدة منهن لي فارسا يجاهد في سبيل الله ـ ولم يستثن فلم تحمل منهن إلا واحدة بشق من ولد ـ وكان يحبه فخبأه له بعض الجن من ملك الموت ـ فأخذه من مخبئه وقبضه على كرسي سليمان.
وما روي في روايات كثيرة تنتهي عدة منها إلى ابن عباس وهو يصرح في بعضها أنه أخذه عن كعب: أن ملك سليمان كان في خاتمه ـ فتخطفه شيطان منه فزال ملكه ـ وتسلط الشيطان على ملكه أياما ـ ثم أعاد الله الخاتم إليه ـ فعاد إلى ما كان عليه من الملك ، وقد أوردوا في القصة أمورا ينبغي أن تنزه ساحة الأنبياء عليهمالسلام عن ذكرها فضلا عن نسبتها إليهم. قالوا : وجلوس الشيطان على كرسي سليمان هو المراد بقوله تعالى : « وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً » الآية.
فهذه (١) كلها مما لا يعبأ بها على ما تقدمت الإشارة إليه وإنما هي مما لعبت بها أيدي الوضع.
* * *
( وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ
__________________
(١) ليراجع في الحصول على عامة هذه الروايات الدر المنثور.