وفي تفسير القمي ، قال الصادق عليهالسلام : خلق الله الملائكة مختلفة وقد أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله جبرئيل ـ وله ستمائة جناح على ساقه الدر ـ مثل القطر على البقل ـ قد ملأ ما بين السماء والأرض ـ وقال إذا أمر الله عز وجل ـ ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا ـ صارت رجله في السماء السابعة ـ والأخرى في الأرض السابعة ، وإن لله ملائكة أنصافهم من برد وأنصافهم من نار ـ يقولون : يا مؤلفا بين البرد والنار ـ ثبت قلوبنا على طاعتك ـ.
وقال : إن لله ملكا بعد ما بين شحمة أذنه إلى عينه ـ مسيرة خمسمائة عام بخفقان الطير ـ.
وقال : إن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون ـ وإنما يعيشون بنسيم العرش ، وإن لله عز وجل ملائكة ركعا إلى يوم القيامة ـ وإن لله عز وجل ملائكة سجدا إلى يوم القيامة ـ.
ثم قال أبو عبد الله عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما من شيء مما خلق الله عز وجل أكثر من الملائكة ـ وإنه ليهبط في كل يوم أو في كل ليلة ـ سبعون ألف ملك ، فيأتون البيت الحرام فيطوفون به ـ ثم يأتون رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ ثم يأتون أمير المؤمنين عليهالسلام فيسلمون ـ ثم يأتون الحسين عليهالسلام فيقيمون عنده ـ فإذا كان عند السحر وضع لهم معراج إلى السماء ـ ثم لا يعودون أبدا ـ.
وقال أبو جعفر عليهالسلام : إن الله عز وجل خلق إسرافيل وجبرائيل وميكائيل ـ من تسبيحة واحدة ، وجعل لهم السمع والبصر وجودة العقل وسرعة الفهم ـ.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام في خلقة الملائكة : وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سماواتك ـ فليس فيهم فترة ، ولا عندهم غفلة ، ولا فيهم معصية ، هم أعلم خلقك بك وأخوف خلقك منك ، وأقرب خلقك منك ، وأعملهم بطاعتك ، لا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ـ لم يسكنوا الأصلاب ، ولم تضمهم الأرحام ، ولم تخلقهم من ماء مهين أنشأتهم إنشاء ـ فأسكنتهم سماواتك وأكرمتهم بجوارك ، وائتمنتهم على وحيك ، وجنبتهم الآفات ، ووقيتهم البليات ، وطهرتهم من الذنوب ، ولو لا قوتك لم يقووا ، ولو لا تثبيتك لم يثبتوا ، ولو لا رحمتك لم يطيعوا ، ولو لا أنت لم يكونوا ـ.